نسيمة الحر: ملكة التلفزة المغربية

أحب الجمهور ابتسامتها التي تنطق بألف كلمة وكلمة، وصراحتها وجرأتها وبساطتها في طرح القضايا والمواضيع التي تشغل بال المواطن، على الشاشة، فتوجها ملكة التلفزيون المغربي، مثلما كتبت صحيفة “فاينانشال تايمز” في ربورتاج لها حول حلقة من إحدى برامجها. 

إنها نسيمة الحر، ابنة درب الفقراء بالبيضاء، التي كان توجهها نحو المسرح والتمثيل في البداية، قبل أن يفتنها سحر التلفزيون. 

تعتبر نسيمة الحر الإعلامية الأكثر شهرة في المغرب. ولدت سنة 1965 بالدار البيضاء، لكن أصولها تعود إلى قبائل ولاد فرج بدكالة، لعائلة تتنفس فنا. فشقيقها كاتب كلمات غنائية ووالدها عازف على آلة الناي، في حين تمتلك والدتها موهبة كتابة الشعر . 

تخرجت نسيمة الحر من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت أول مسرحية تشارك فيها بعنوان “بسمة” عن القضية الفلسطينية، قبل أن تلفت انتباه المخرج محمد الركاب، مبدع الفيلم المغربي “حلاق درب الفقراء”، الذي اقترح عليها لعب دور في فيلم كان بصدد الإعداد له، قبل أن تدركه المنية ويتوقف المشروع. 

ومن بوابة المسرح، ستقفز نحو التلفزيون، لكن القفزة كانت نوعية. فبعد ولوجها “دار البريهي” (القناة الأولى المغربية) في الثمانينات، سيعهد إليها بتقديم برنامج فني بعنوان “نادي الدار البيضاء”، الذي كان بوابة عبورها نحو قلوب الجمهور. وبعد العديد من البرامج الناجحة، سيتم اختيارها لتكون ضمن الطاقم الذي سيشكل القناة الثانية دوزيم، والتي أرادها الملك الراحل الحسن الثاني مختلفة تماما عن القناة الأولى، وأكثر عصرنة وجاذبية ومواكبة لتلفزيونات العالم. فكانت نسيمة بروفيلا مناسبا جدا، ويتوفر على جميع الكفاءات اللازمة لرفع التحدي وكسب الرهان. 

 في القناة الثانية، أبدعت نسيمة الحر وأعطت كل ما عندها، ساعدتها على ذلك نسمات الحرية التي هبت على التلفزيون المغربي، الذي احتجبت عنه قبل سنوات عديدة دون أن ينساها الجمهور الذي يتذكر جيدا برامجها المتميزة، “الخيط الأبيض”… “بصراحة”… “وتستمر الحياة” … “الكلمة لكم”…. “لقاء”… “بالواضح”… “الشاشة الكبرى”… ويتذكر جيدا ابتسامتها ونظرتها الحزينة الغارقة في الإغراء. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*