خناتة بنونة… سابقة عصرها

خناتة بنونة هي أول امرأة مغربية تشتغل بالكتابة، في زمن احتكرها فيه الرجال فقط. وهي من أوائل المغربيات اللواتي ثرن على بعض التقاليد والعادات السائدة، بعد أن رفضت الزواج في سن صغيرة وتمردت على رغبة والدها وفضلت أن تتسلح بالعلم والمعرفة من أجل إثبات ذاتها ورسم مستقبلها. كما تعتبر أول امرأة تطلق مجلة نسائية ثقافية في المغرب، بعد تجربة “روز اليوسف” في مصر. كان ذلك في الستينيات، وكان اسم المجلة “شروق”، قبل أن يتم وأدها بعد فترة قصيرة على صدروها.

كانت أيضا أول امرأة تكتب رواية. يتعلق الأمر ب”النار والاختيار”، التي صدرت سنة 1969، وكتب مقدمتها رمز الحركة الوطنية علال الفاسي، الذي كان بمثابة والدها الروحي، والذي كان يقول لها دائما “لقد سبقت زمنك بمائة سنة”. وهي أول رواية تحصل على الجائزة الأدبية الأولى في المغرب، قبل أن تصبح مقررة في مستوى التعليم الثانوي.

في جعبتها أيضا روايات أخرى ومجموعات قصصية، من بينها “ليسقط الصمت” الصادرة سنة 1967، وكانت أول مجموعة قصصية نسائية بالمغرب، و”الصورة والصوت” التي أصدرتها سنة 1975 و”العاصفة” و”الغد والغضب” و”الصمت الناطق” و”الحب الرسمي”…

عارضت عائلتها في البداية توجهها نحو الكتابة، إلى درجة أن والدها كان ينكر أنها ابنته، حين يسألونه عن المقالات التي كانت تكتبها في بعض الصحف والجرائد والمجلات المغربية، مثلما ذكرت في حوار لها مع أسبوعية “الأيام”.

ولدت سنة 1940 في حي “باب الخوخة” بمدينة فاس لعائلة من المقاومين ضد الاستعمار الفرنسي. حملت اسم خناتة تيمنا بجدتها خناتة العمرانية.  

عرفت بقوميتها وتشبثها القوي والكبير بهويتها وعروبتها، هي التي وصفت نفسها ذات حوار قائلة “أنا نخلة مغربية طالعة من تراب هذه الأرض، سامقة لا أستظل لا بظل أوربا ولا أمريكا، مع أني أعترف بأني تلميذة للفكر والإبداع الإنساني أينما كان”.

اشتغلت بالتدريس، وعينت سنة 1968 مديرة للتعليم الثانوي بثانوية ولادة” بالدار البيضاء. وعرفت بمناصرتها للقضايا الكبرى وبأعمالها الخيرية التي تجاوزت حدود الوطن إلى غيره من مناطق الحروب والتوترات مثل الصومال والشيشان والبوسنة والهرسك.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*