ثريا الشاوي… فرحة لم تكتمل

ثريا الشاوي هي قصة فرحة لم تكتمل. حكاية مأساة عانتها أسرتها ومعها الشعب المغربي بأكمله، الذي كانت ثريا مفخرته، في زمن كان يرزح فيه تحت نير الاستعمار. 

ثريا الشاوي هي أول طيارة مغربية وعربية. نالت دبلوم الطيران في سن 15 سنة، لتصنع الحدث الإعلامي، ليس فقط على الصعيد الوطني أو العربي، بل على مستوى العالم بأسره.

كانت ثريا الشاوي، التي ولدت سنة 1936 بفاس، رمزا لتحرر المرأة واستقلاليتها، ودليلا على قوة إرادتها وشخصيتها. هي التي عشقت الطيران منذ صغر سنها، وأصرت، بتشجيع من والدها، على أن تحقق حلمها، فتمكنت، بعد جهود حثيثة، من دخول قاعدة تيل مليل بالدار البيضاء، الوحيدة التي كانت تقدم دروسا في الطيران ولا يدرس فيها إلا أبناء النخبة الفرنسية التي كانت تعيش في المغرب آنذاك. 

حصول ثريا على دبلوم الطيران جعلها تحظى بلقاء الملك الراحل محمد الخامس، الذي استقبلها في قصره وهنأها، قبل أن تتوطد علاقتها مع ابنتيه لالة عائشة ولالة مليكة، وتصبح صديقة لهما. 

ولدت ثريا لعائلة بورجوازية من فاس، انتقلت إلى الدار البيضاء سنة 1948. والدها، عبد الواحد الشاوي، كان من أوائل الصحافيين الذين يكتبون باللغة الفرنسية، وهو الذي غرس فيها حب المسرح والسينما أيضا، إضافة إلى حب الوطن. عرف أيضا بانخراطه في الحركة الوطنية وفي المقاومة ضد المستعمر، من خلال نشاطه داخل حزب الاستقلال. 

في سن 19 سنة، ستتعرض ثريا الشاوي لعملية اغتيال وهي في سيارتها أمام باب منزلها. وهي الجريمة التي ظلت تفاصيلها غامضة إلى اليوم، بين من رجح أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات بين الوطنيين ومن تحدث عن انتقام بسبب الحب. 

مرتكب الجريمة، الذي أطلق الرصاص على ثريا، يدعى أحمد الطويل، الذي سيتعرض للاغتيال بدوره، حسب ما أوردته مجلة زمان في عدد سابق. كان ذلك بتاريخ 1 مارس 1956، قبيل حصول المغرب على استقلاله، الذي لم يكتب لابنة المغرب أن تتنشق نسائمه، وذهبت مخلفة وراءها غصة في قلوب جميع المغاربة، الذين ودعوا جثمانها بالآلاف نحو مثواه الأخير. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*