تعتبر قبور السعديين آخر ما تبقى من المعالم التاريخية التي تعود إلى عهد الدولة السعدية، والتي عمل السلطان مولاي اسماعيل على تدميرها تماما، في ما عدا الضريح الذي يضم القبور، الذي حرص على تسييجه بحائط كبير، حتى لا يكون ظاهرا للناس. ولن يعاد اكتشافه إلا زمن الحماية، قبل أن يصنفه المستعمر معلمة تاريخية في 1917، ويعيد ترميمه في 1920.
يقع الضريح بحي القصبة بمراكش، ويعتبر اليوم واحدا من المعالم السياحية والتاريخية الهامة في المدينة الحمراء، وهو يضم ستين قبرا من سلالة السلاطين السعديين، الذين حكموا المغرب من 1554 إلى 1659، والذين يقول المؤرخون إنهم يتحدرون من حليمة السعدية، مرضعة الرسول محمد.
تأسس الضريح سنة 1557، من طرف السلطان السعدي عبد الله الغالب، الذي دفن فيه جثمان والده محمد الشيخ، مؤسس الدولة، قبل أن تتم توسعته في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي، الذي دفن فيه أيضا مثلما دفن فيه والده ووالدته لالة مسعودة وابنه زيدان وعدد كبير من أبنائه.
ورغم سنوات الإهمال الطويلة، ظل الضريح شاهدا على عظمة حضارة مرت من هناك، وهو ما يظهر جليا في تصميمه وطريقة بناءه وفق الهندسة المعمارية الأندلسية الإسلامية، واستعمال مواد بناء راقية في زخارف الجبس والزليج والرخام والنقوش على الخشب.
قم بكتابة اول تعليق