دار الصويري… ملتقى الثقافات

 دار الصويري من أشهر الفضاءات الثقافية في مدينة الرياح والنوارس. تقع في المدينة القديمة للصويرة، في القصبة الجديدة التي بنيت في عهد السلطان العلوي محمد بن عبد الله في 1863. وتحتضن اليوم جميع اللقاءات الفنية والثقافية والحفلات والسهرات والمهرجانات التي تنظم بالمدينة، إضافة طبعا إلى “الليلات الكناوية”. 

وتعتبر الدار تحفة فنية معمارية شاهدة على روعة وجمالية العمارة الإسلامية في القرون السابقة، يقصدها السياح الزائرون للمدينة للاستمتاع برونقها وألوانها وأقواسها التي تحكي حكايات قديمة ساحرة. إنها أيضا ملتقى لجميع الثقافات والديانات، لا تفرق بين يهودي ومسلم، أو عربي وأمازيغية. فالكل داخلها ينصهر في بوتقة الحضارة ويتنفس هواء المحبة والتسامح. 

الدار، التي هي عبارة عن “رياض” قديم رائع، تم تأسيسه سنة 1907، وسط قلاع الصويرة، تحتضن منذ 1992 مقر جمعية الصويرة موكادور التي أسسها المستشار الملكي أندري أزولاي، ابن المدينة وعاشقها الوفي لحبها. 

تحتضن الدار، التي أصبحت محجا لجميع أبناء الصويرة داخل وخارج أرض الوطن، ولجميع محبي موغادور مغاربة وأجانب، العديد من المرافق والفضاءات المهمة، على رأسها مكتبتها الكبيرة التي توفر لمرتاديها، بالمجان، مجموعة من الكتب والمراجع المفيدة. 

اتخذت مصالح الحماية الفرنسية في الصويرة، من دار الصويري، مقرا لإدارتها الإقليمية، في عهد الاستعمار . ومنذ تلك. الفترة، استقبلت ضيوفا من العيار الثقيل، فنانين وسياسيين وكتاب، من بينهم المستشرق وعالم الاجتماع الفرنسي جاك بيرك، الذي استوحى من الدار عددا من أفكاره التي تضمنتها كتبه. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*