يتمتع الأمير مولاي الحسن، ولي عهد المغرب، أو “سميت سيدي”، اللقب الذي يطلق على ولي العهد المغربي حسب الأعراف والتقاليد العلوية، بشخصية قوية تظهر جليا من طريقة وقوفه وتحركه وتصرفاته خلال المناسبات الرسمية التي تنقل على التلفزيون المغربي، إضافة إلى نظرته الواثقة التي تكشف الكثير من ملامح شخصيته، التي يشبهها المغاربة بشخصية جده الراحل الملك الحسن الثاني، الذي سمي سموه على اسمه، وعلى اسم جده السلطان العلوي المولى الحسن الأول.
يتلقى دروسه، مثلما جرت العادة مع باقي أفراد الأسرة الملكية، بالمدرسة المولوية بالرباط، حيث يخضع لنظام تربية دينية وتعليم صارم، من خلال برنامج مكثف يجمع بين حفظ القرآن وتلقن دروس التربية الإسلامية والفلسفة والعلوم والأدب واللغات، إضافة إلى الرياضة، وهو النظام نفسه الذي سبق أن خضع له والده الملك من قبله، وجده الحسن، والذي يعتبر من الأهمية بما كان لصنع ملك في المستقبل.
رغم صغر سنه، الذي لا يتجاوز 17 سنة، يقوم ولي العهد الأمير الحسن بمهامه الرسمية التي يكلفها بها والده الملك محمد السادس، على أتم وأكمل وجه. وقد أصبح، منذ سنوات، يمثل الملك في العديد من المناسبات الرسمية الهامة، خاصة على الصعيد الدولي، مثل حضوره جنازة الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك أو مراسم تأبين “كونت باريس”، أو حين استقبل الأمير هاري وزوجته ميغان ميركل خلال زيارتهما الأخيرة إلى المغرب.
يتميز الأمير أيضا بتواضع كبير، وهي الشيمة التي تميز والده الملك محمد السادس وباقي أفراد الأسرة الملكية، فهو يحب الاختلاط مع عامة الناس في الأماكن العمومية، ويحب أن يعيش حياته ببساطة، إذ سبق أن شوهد يرتاد قاعات السينما بالدار البيضاء أو الرباط، أو وهو يتناول مع أصدقاءه الساندويتش بإحدى محلات الأكل السريع، مثلما صادفه العديدون مرات كثيرة رفقه شقيقته الأميرة لالة خديجة ووالدته لالة سلمى يتجولون بساحة جامع لفنا الشهيرة بمراكش، ويأكلون “البابوش” كأيها الناس.
قم بكتابة اول تعليق