استقبل المغرب، الأسبوع الماضي، وفدا هاما مكونا من آلاف اليهود المغاربة من مختلف أنحاء العالم، يترأسهم الحاخام ربي يوشياهو بينتو، الذي كان له الفضل في تجميع كل هذا الكم الهائل من اليهود المغاربة، من أجل إعادة ربط العلاقة مع جذورهم وأصولهم وبلد آبائهم وأجدادهم، الذي لم ينسوه أبدا، رغم أن البعض لم يزره منذ سنوات، في حين لم يسبق للبعض الآخر أن زاره في حياته، أو وطئت قدمه أرضه.
وكانت أول محطات الوفد، بالدار البيضاء، المدينة التي تغنت بها العديد من الأغاني والأعمال الفنية اليهودية وحمل اسمها العديد من الفنانين اليهود منهم ريموند البيضاوية، تكريما وافتخارا بمسقط رأسهم. إذ قام الوفد بزيارة للمقابر اليهودية بالمدينة من أجل الترحم على موتاهم الذين دفنوا في أرض احتضنتهم منذ آلاف السنين وظلت موطنهم الأثير رغم الغياب الطويل، قبل أن يشد الوفد الرحال نحو مدينة الصويرة، التي احتضنت أكبر عدد من أبناء الطائفة اليهودية، في تعايش تام مع إخوانهم المسلمين، حيث قاموا بزيارة إلى بيت الحاخام ربي حاييم بينتو، جد الحاخام يوشياهو بينتو، المعروف بين اليهود بصانع المعجزات، قبل أن يتبركوا بمدفنه في المدينة التي كان يقدسه فيها المسلمون واليهود.
وتلا ربي يوشياهو بينتو، الذي عين قبل شهور قاضيا عبريا بكنيسة “بيت إيل” بمدينة الدار البيضاء، مقاطع وأسفارا من التوراة، رددها معه أتباعه ومريدوه الذين يتبعون خطاه من جميع أنحاء العالم، كما توجه بالدعاء إلى الله، من أجل صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجميع أفراد الأسرة الملكية.
وغادر وفد اليهود المدينة عائدين من جديد نحو الدار البيضاء، حيث ألقى ربي يوشياهو بينتو درسا دينيا بفندق موغادور، واستقبل العديد من اليهود المغاربة، سواء من المقيمين بالمغرب أو خارجه، الذين استمع إليهم وحاورهم ومنحهم بركاته، قبل أن يعودوا إلى ديارهم في انتظار دعوة جديدة من ربي بينتو، الذي يقوم بمجهودات جبارة، من أجل إعادة تجميع يهود المغرب داخل أرضهم وتشجيعهم على الاستثمار داخل بلدهم.
وينتمي ربي يوشياهو بينتو إلى عائلة معروفة من الحاخامات، سواء لجهة والده، أو لجهة والدته، مما يمنحه مكانة هامة بين أبناء جلدته الذين يحترمونه ويبجلونه.
ويعيش ربي يوشياهو بينتو متنقلا بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يخضع لحصص العلاج من مرض السرطان، بأحد مستشفيات نيويورك.
قم بكتابة اول تعليق