حاييم لوك… صوت الابتهالات والأناشيد الدينية

هو حاخام وموسيقي مغربي يهودي. عرف منذ صغره بصوته الجميل الذي يدخل شغاف القلب بدون استئذان، منذ كان يؤدي الأناشيد والابتهالات الدينية في المعابد اليهودية للدار البيضاء، حيث رأى النور في العام 1942.

عرف بعشقه الكبير للموسيقى الأندلسية وطرب الآلة ولأغاني الفنان المغربي الراحل عبد الصادق شقارة، الذي كان على علاقة صداقة معه، وكرمه من خلال إعادة أداء مقطوعاته، في جميع المهرجانات والحفلات التي أحياها تقريبا، منذ وفاة صاحب رائعة “آ بنت بلادي”.

في جعبة حاييم لوك اليوم، عدد كبير من التسجيلات التي أداها بصوته، تشمل تواشيح وابتهالات دينية انتشرت لدى يهود المغرب، إضافة إلى الأناشيد والصلوات التي تردد في الكنس اليهودية، والتي تعلمها من أستاذه ومعلمه الراحل الحاخام دافيد بوزغلو، الذي تبناه منذ صغره وأعجب بموهبته ولقنه الكثير من خبرته ودروسه وتجاربه الموسيقية، التي جعلت كبار أساتذة الموسيقى، يجمعون على تمكنه وأداءه الرائع والجميل، خاصة لقطع الموسيقى العربية الأندلسية، وأدى بكبار الفنانين المتخصصين في هذا الفن، إلى الاعتراف بموهبته الكبيرة والعالية التي يتفرد بها، سواء بين الفنانين اليهود أو المسلمين.

إلى جانب الموسيقى والغناء، عرف ربي حاييم لوك بتدينه. تابع دراسته في العديد من مدارس “اليشوفا” بالمغرب وبريطانيا وإسرائيل، قبل أن يصبح الأب الروحي للأبرشية اليهودية “أم هبنيم” بلوس أنجلس، حيث استقر منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي.

ظل حاييم لوك عاشقا لوطنه المغرب الذي غادره سنة 1964 نحو إسرائيل، لكنه لم يتمكن من نسيانه أبدا ولا نسيان ذكرياته الجميلة فيه. لذلك كان حريصا على زيارته كلما سنحت له الفرصة، سواء من أجل قضاء العطلة أو من أجل موسم الحج لزيارة أضرحة الأجداد أو لإحياء حفل أو مهرجان فني، إذ سبق أن حل ضيفا على مهرجان موازين العالمي الذي يقام في العاصمة الرباط، كما سبق أن أحيى سهرة رائعة ضمن مشاركته في إحدى دورات مهرجان “الأندلسيات الأطلسية”، أو “أطلسيات”، الذي ينظم بمدينة الصويرة تحت إشراف المستشار الملكي أندري أزولاي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*