عبد القادر مطاع… سيد الشاشة المغربية

يعتبر عبد القادر مطاع، الذي قتلته الشائعات أخيرا قبل أن يتبين أنه ما يزال حيا يرزق، واحدا من عمالقة التمثيل المغربي وسيد الشاشة الصغرى بامتياز. إذ ترعرعت أجيال على أعماله ومسلسلاته التلفزيونية الناجحة، كما استأنست بصوته الرخيم المنبعث من داخل الإعلانات التلفزيونية التي صورها، والذي كان كافيا ليتابعها الجمهور المغربي بشغف ويردد لازمتها. ولعل شخصية الطاهر بلفرياط، التي أبدعها من خلال مسلسل “خمسة وخميس”، ستظل راسخة في ذاكرة المغاربة، إلى ما لا نهاية، وهو الاسم الذي أصبحوا ينادونه به بدل اسمه الحقيقي.

شارك عبد القادر مطاع، الذي كان يبدع في أدوار الشر، في العديد من المسلسلات والأعمال التي أثرت الخزانة الفنية المغربية، من بينها “ستة من ستين” و”ولاد الناس” و”دواير الزمان”…

لعب مطاع أدوارا كثيرة في السينما أيضا والإذاعة والمسرح، الذي كانت بداياته من خلاله. وبالضبط من فرقة المسرح البلدي ثم بفرقة المعمورة الشهيرة، وهو ما سمح له بالاحتكاك مع كبار المسرحيين المغاربة أمثال الصديقي وعفيفي وكانت تعتبر مدرسة حقيقية تخرجت منها نخبة من ألمع الممثلين المسرحيين. وقبلها من خلال الكشفية الحسنية التي كان لها الفضل الأول في إبراز موهبته في التشخيص. كما شكل فيلم “وشمة” للمخرج حميد بناني، وهو من إنتاج سنة 1970، واحدا من المحطات المضيئة في مساره الفني الذي يمتد على أكثر من 60 سنة.

اشتغل عبد القادر مطاع مع الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة للإذاعة المغربية، وشارك في أعمال هامة إلى جانب أهرامات التمثيل المغربي من أمثال العربي الدغمي وحمادي التونسي وحبيبة المذكوري وأمينة رشيد وغيرهم. كما كان من المساهمين في إطلاق إذاعة “ميدي 1” من طنجة، والتي اشتغل فيها لسنوات.

رأى عبد القادر مطاع النور بداية الأربعينات بدرب السلطان الشهير، بمدينة الدار البيضاء. وهو الحي الشعبي الذي تخرج منه مقاومون وفنانون وسياسيون كبار. عاش طفولة صعبة بعد وفاة والده وهو في سن صغيرة وخروج والدته للعمل من أجل لقمة العيش، لذلك لم يتمكن من متابعة دراسته، واضطر إلى الاكتفاء بأعمال بسيطة، مثل بيع الخضر وإصلاح الدراجات، قبل أن يجره التمثيل والفن نحو عوالمه.

أصيب عبد القادر مطاع بالعمى، كما عانى من المرض الخبيث ويعيش اليوم على أمجاد الماضي، بعد أن خذلته مهنة التمثيل التي منحها كل شيء ولم ير منها سوى النكران وحب كبير من طرف الجمهور.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*