بنحاس… النجم الذي لا يشق له غبار

ولد بنحاس بمدينة الدار البيضاء، بحي فردان الشهير، حيث كان يقطن عدد كبير من أبناء الطائفة اليهودية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة. تشرب حب الفن والموسيقى من والده آزر، الذي كان يشتغل في حياكة وتصميم الأسرة والأرائك (خياط مضارب)، كما كان يحيي السهرات وحفلات العقيقة والختان والحناء، بحكم أنه كان عازفا موهوبا على آلة العود. 

درس بنحاس، الذي ينتمي إلى عائلة كوهن التي تعود أصولها إلى مدينة فاس، الهندسة، لكن حب الموسيقى جرفه نحو عالم الفن، ليصبح في ظرف سنوات، واحدا من أهم وأشهر الفنانين المغاربة. 

تخصص بنحاس في الغناء الشعبي وفي “الشكوري” اليهودي (chgouri). واستطاع، بفضل موهبته في الغناء، وتمكنه من تقنيات الأداء، أن يعيد الحياة إلى العديد من الأغاني الشعبية المغربية القديمة، ويعيدها بطريقة عصرية أكثر إيقاعا وطربا، إلى درجة أن الجمهور أصبح يعتقد أنه مغنيها الأصلي. أغاني مثل “قفطانك محلول يا لالة” أو “العطار” أو “الزين اللي عطاك الله” أو “حبيبتي غادي نديها” ارتبطت باسمه ومنحها بنحاس بصمته وتوقيعه. 

شكل بنحاس ظاهرة فنية حقيقية في الثمانينات والتسعينات وأصبح نجم الأعراس وحفلات الزفاف داخل المغرب وخارجه. وسامته جعلته محبوبا ومعشوقا من الجنس اللطيف، خاصة أنه كان يغني الرومانسية والحب والمرأة. 

انطفأ نجم بنحاس بعد اعتقاله في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بتهمة تهريب الأموال، وأدانه القضاء المغربي وأحيل على سجن عكاشة المعروف، قبل أن يخرج منه بعد شهور من اعتقاله، بعد أن استفاد من عفو ملكي، لكنه فقد كل أمواله. 

أصبح بنحاس اليوم قليل الظهور في المغرب، ولم يعد يحيي الحفلات مثلما كان عليه الأمر في السابق، لكنه ظل متربعا على عرش الشعبي وفي قلوب المغاربة الذين عشقوا فنه وتبنوا موهبته بالإجماع. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*