شكيب بنموسى… رجل الثقة

يعتبر شكيب بن موسى واحدا من رجال الثقة والكفاءات التقنوقراطية المتميزة التي يفتخر بها المغرب، لذلك كان من الطبيعي أن يتم تعيينه في العديد من المناصب الحساسة والمهمة بالبلد. إذ كلفه جلالة الملك محمد السادس بحقيبة الداخلية، أم الوزارات، في حكومة ادريس جطو، كما عينه رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي سنة 2011 قبل أن ينصبه سنة 2013 سفيرا للمغرب في فرنسا، التي يحتفظ معها المغرب بعلاقات تاريخية قوية وعلاقة شراكة متينة، ثم يسند إليه أخيرا مهمة السهر على تفعيل النموذج التنموي الجديد الذي تحدث عنه جلالته في خطابه الأخير. كان بنموسى أيضا عنصرا فاعلا ومهما في جولات التفاوض المباشر مع جبهة بوليساريو حول قضية الصحراء المغربية، وترأس الوفد الذي سافر إلى مانهاست، من أجل المؤتمر الذي حضره الطرفان برعاية من الأمم المتحدة.

ولد شكيب بنموسى سنة 1958 بمدينة فاس. حصل على دبلوم الهندسة من مدرسة البوليتكنيك بباريس سنة 1979. هو أيضا خريج المدرسة الوطنية للقناطر والطرقات بباريس سنة 1981. حصل على “الماستر” في العلوم من جامعة كامبريدج الأمريكية ثم على دبلوم الدراسات العليا في تدبير المشاريع من معهد إدارة المقاولات سنة 1986.

اشتغل في بداياته بوزارة التجهيز قبل أن يصبح كاتبا عاما لنفس الوزارة. عين بعدها على رأس شركة “صوناصيد” ثم على رأس المنطقة الحرة بطنجة، قبل أن يشغل سنة 2000 عدة مناصب في مجموعة “أونا” الاقتصادية الكبرى، التي تحول اسمها اليوم إلى “المدى”.

تميز الرجل، الذي يتمتع بهدوء يخفي من ورائه شخصية قوية، بضبطه لجميع الملفات التي أوكلت إليه مهمة حملها على عاتقه، خاصة حين كان على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إذ كان يحرص على أن يكتب تقاريره حول السياسات العمومية للمغرب، والتي يقدمها إلى الملك، بكل الشفافية والجرأة الممكنة، خاصة في الشق المتعلق بالتنمية، لذلك لم يكن غريب أن يعينه جلالته على رأس اللجنة المكلفة بالنموذج التنموي الجديد، بعد أن أشرف بنفسه أيضا، على وضع اللبنات الأولى للنموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*