حسن أوريد… السياسي الأديب

ولد حسن أوريد بتاريخ 24 دجنبر 1962 بمدينة الراشيدية لأسرة أمازيغية متوسطة الحال. كان والده يمارس التعليم بالدواوير المجاورة قبل أن ينتقل فترة إلى فرنسا لتعليم اللغة العربية. وكان ابنه حسن من المتفوقين دراسيا، مما أهله لأن يكون زميلا للملك محمد السادس، بالمدرسة المولوية بالرباط، حين كان ما يزال وليا للعهد. وقد رافق جلالته عدة سنوات إلى حين حصوله على شهادة الباكالوريا. 

حصل أوريد، الذي يتقن اللغات الفرنسية والعربية والإنجليزية والأمازيغية، على إجازة في القانون العام ثم على دبلوم الدراسات المعمقة، قبل أن يناقش أطروحته حول موضوع الخطاب الاحتجاجي للحركات الإسلامية والأمازيغية في المغرب، لينال بها دكتوراه دولة في العلوم السياسية. 

شغل حسن أوريد العديد من المناصب السياسية العليا. عمل في عهد الملك الراحل الحسن الثاني موظفا ساميا في وزارة الخارجية، قبل أن يتم تعيينه مستشارا سياسيا بسفارة المغرب بواشنطن، إذ عمل لسنوات مع السفير محمد بن عيسى قبل أن يعود إلى أرض الوطن، مفضلا مجال التدريس، إذ اشتغل أستاذا بالمدرسة الوطنية للإدارة ثم أستاذا بكلية الحقوق بالرباط. 

بعد تولي الملك محمد السادس العرش، عين زميله في الدراسة حسن أوريد ناطقا رسميا باسم القصر الملكي سنة 1999، وهو المنصب الذي فصل على مقاسه ولم يكن موجودا قبله وظل فيه إلى غاية سنة 2005. 

سيتم تعيين أوريد بعد ذلك واليا على جهة مكناس تافيلالت ثم مؤرخا للمملكة في سنة 2009، قبل أن يغادر جميع المناصب الرسمية، ويتفرغ للكتابة والتدريس ونشر المقالات الصحافية المتخصصة (مستشار علمي لمجلة زمان الشهرية وكاتب عمود فيها)، إلى جانب تسيير مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، الذي يترأسه. 

كان لحسن أوريد أدوار سياسية أخرى، إذ حمل على عاتقه مهمة تقريب وجهات النظر بين القصر وبين الفاعلين السياسيين المهمين، وفتح قنوات الحوار مع عدد من الأسماء المعروفة بتمردها ومشاكستها وانتقاداتها، مثل النقابي المعروف نوبير الأموي ومرشد جماعة العدل والإحسان الشيخ الراحل عبد السلام ياسين. 

كان أوريد أيضا أول من استقبل المناضل أبراهام السرفاتي في المطار بعد عودته من منفاه في فرنسا، إثر مبادرة شخصية من الملك في إطار فتح صفحة جديدة مع المعارضين السابقين لنظام والده الحسن الثاني. 

وإلى جانب شغفه بالسياسة، يعشق أوريد الكتابة والأدب. ولديه في جعبته العديد من الروايات والمؤلفات، من بينها “رواء مكة” و”سيرة حمار” و”ربيع قرطبة” و”الموريسكي” و”رباط المتنبي”، التي استطاعت قبل أيام أن تصل إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر الشهيرة في العالم العربي، وتنافس على جائزتها إلى جانب روايات أخرى من مختلف أنحاء العالم العربي. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*