احتفالات رأس السنة… حلوى وسهر وحلة جديدة


يستعد المغاربة للاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم الاحتفالية، بعد أن ظلت لسنوات مضت، مقتصرة على النخبة، أو على بعض الأجانب المقيمين على أرض المملكة، قبل أن تصبح في غضون السنوات الماضية، موعدا سنويا لا محيد عنه، يحتفي به الجميع، بغض النظر عن دياناتهم وعن فئاتهم الاجتماعية. 

ويستقبل المغاربة السنة الجديدة بما لذ وطاب من الحلويات والأطعمة، التي يتفننون في صنعها في حالة عدم اقتناءها جاهزة من المحلات، كما يزيد إقبالهم على شراء الملابس الجديدة، وفساتين وبدل السهرات الخاصة بالمناسبة، إضافة إلى الهدايا التي يمنحونها لأزواجهم وشركائهم، وأشجار العيد والزينة والديكورات التي يزينون بها بيوتهم ومنازلهم، إيذانا منهم بفتح صفحة جديدة في حياتهم. 

وتستغل المحلات التجارية، بمختلف أنواعها، فرصة الاحتفالات برأس السنة، لتقدم أحلى ما عندها وأشهاه وأغلاه أيضا، لمعرفتها بالإقبال الكبير للمغاربة والأجانب المقيمين على الشراء والاستهلاك في هذه المناسبة السعيدة، فتتنافس المخابز على صنع ألذ الحلويات وأنواع الكعك الملون والمشكل الذي يغري العيون قبل أن يسيل اللعاب، خاصة بالنسبة إلى الأطفال. لكنها، في المقابل، ترفع الأثمنة أحيانا بشكل مبالغ فيه، فقط لأنها فرصتها الوحيدة للبيع أغلى وأكثر، خاصة في ظل الطوابير الطويلة للزبناء، الذين يتقاطرون عليها مثل الجراد.

من جهتها، تلجأ المراكز التجارية ومحلات بيع الألبسة إلى تخفيضات مغرية من أجل استقطاب أكبر عدد من الزبائن، سواء الذين يرغبون في شراء أطقم وألبسة خاصة بالسهرة، أو أولئك الراغبين في تجديد صوانهم من أجل استقبال السنة الجديدة كما يجب، وينتظرون هذه الفرصة لاقتناء الأجود والأرخص، قبل أن تدخل المتاجر تشكيلاتها الجديدة، وترفع الأسعار. 

وتتزين محلات بيع العطور والشوكولا والورد، التي تعرف كسادا نسبيا على مدار السنة، بألوان الأحمر والأبيض، وتكسو واجهاتها بالكريات المضيئة و”بابا نويل”، من أجل جلب الزبائن الراغبين في اقتناء هدايا للأصدقاء والأحباب بالمناسبة، كل حسب إمكانياته وذوقه. 

وتعرف مراكز التجميل أيضا إقبالا كبيرا من السيدات اللواتي يرغبن في أن تدخل عليهن السنة الجديدة في أبهى حلة وب”لوك” مختلف ومغاير، لذلك تعمد هذه المراكز  إلى تقديم عروض وتخفيضات على جميع أنواع العناية بالبشرة والشعر والأظافر، والقصات والصبغات والتسريحات.  

وكالات الأسفار أيضا تقدم عروضا لرأس السنة، وتقترح بعض الوجهات الرومانسية أو غير المعتادة، بأسعار مناسبة وخاصة بالأعياد، خاصة بالنسبة إلى العديد من المغاربة الذين أصبحوا يفضلون قضاء رأس السنة في أجواء مختلفة، خارج أرض الوطن. ومثلها محلات السهر والمطاعم والملاهي الليلية، تتنافس في ما بينها من أجل استقطاب أكبر عدد من محبي الليل والسهر، من خلال تقديم قوائم طعام مميزة، وفقرات فنية مثيرة ومغرية، من أجل استقبال السنة الجديدة في أجواء من الفرح و”النشاط” والسعادة، قبل العودة، في اليوم الموالي، إلى روتينهم اليومي. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*