يعتبر عبد الواحد بلكبير، الذي رحل عن دنيانا قبل أيام، متأثرا بمرض الزهايمر، واحدا من أهم رموز حركة اليسار المغربي في سنوات السبعينات. يصفه مجايلوه بأنه يساري عتيد ومناضل وطني شرس، دفع ثمنا غاليا مقابل آرائه ومواقفه التي كانت دائما تنتصر لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
توفي بلكبير عن عمر يناهز 72 سنة، في بيت شريكته السابقة ورفيقة الدرب المناضلة النسائية والقيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لطيفة اجبابدي، تاركا في قلوب أصدقائه ورفقائه في درب النضال غصة. فهو واحد من أبرز مؤسسي اليسار المغربي الذي تكون في سنوات الستينات. التحق وهو ما يزال تلميذا بصفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المعروف اختصارا ب”أوطم”، والذي تخرج منه أشهر وأهم القيادات اليسارية في المغرب، ليصبح في ظرف سنوات، واحدا من الوجوه البارزة في الحركة الطلابية، كما شغل في مؤتمره الخامس عشر، منصب نائب الرئيس.
عاش بلكبير، الذي ولد سنة 1947 بمدينة مراكش، مرارة الاعتقالات والسجون، بسبب آرائه ومواقفه السياسية، ومر من العديد من المنظمات والأحزاب التي ناضل في صفوفها، سواء في منظمة 23 مارس أو بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، أو داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، قبل أن يقعده المرض والعجز ويمنعه من استكمال مسيرته في درب النضال الحقوقي، الذي ظل يسري في دمه، إلى الرمق الأخير.
قم بكتابة اول تعليق