تعتبر نبيلة منيب، المناضلة اليسارية والأستاذة الجامعية بجامعة الحسن الثاني، أول امرأة مغربية تتولى منصب الأمين العام لحزب سياسي هو الحزب الاشتراكي الموحد، الذي تقود دفته بقبضة من حديد منذ 16 يناير 2012.
ولدت نبيلة، التي يلقبها بعض الملاحظين والمتتبعين للساحة السياسية المغربية ب”أيقونة اليسار”، سنة 1960 بالدار البيضاء. وعكس العديد من الوجوه و”البروفيلات” اليسارية، نشأت داخل أسرة ميسورة الحال وعاشت طفولتها بأحد الأحياء الراقية للمدينة الاقتصادية للمملكة.
تابعت نبيلة منيب دراستها الابتدائية والثانوية بالدار البيضاء، وتشير بعض المصادر أنها درست مرحلة الباكالوريا بالجزائر قبل أن تعود إلى المغرب لاستئناف دراستها الجامعية في البيولوجيا والجيولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، قبل أن تغادر نحو الديار الفرنسية، حيث انضمت إلى جامعة مونبوليي، حيث حصلت على دكتوراه في علم الغدد الصماء سنة 1985.
بدأت مسارها السياسي من فرنسا أثناء فترة الدراسة. ناضلت في صفوف شبيبة الطلبة الديمقراطيين، واشتغلت في منظمة حريات الإعلام والتعبير ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي التي كان يرأسها المناضل الكبير محمد بن سعيد أيت إيدر، والتي اندمجت في ما بعد، مع غيرها من التشكيلات اليسارية ، ضمن الحزب الاشتراكي الموحد، الذي ترأسه نبيلة اليوم.
هي مهاجمة شرسة للإسلاميين. ولا تخاف في قول الحق لومة لائم. مواقفها المنتقدة واضحة للعموم، وإيمانها بفكرة اليسار وإعادة إحيائه مترسخة في عقلها قبل قلبها، هي التي أكدت في غير ما تصريح إعلامي، أن حلمها هو تأسيس قطب يساري ديمقراطي قوي، وهو الحلم الذي يبدو أنه سيظل بعيد المنال، بالنظر إلى التصويت الضعيف للناخبين على أحزاب اليسار.
لم تتمكن نبيلة منيب من الفوز في آخر انتخابات عرفها المغرب، والتي أسفرت عن فوز كاسح للإسلاميين من خلال حزب “العدالة التنمية”، لكنها لم تتراجع لحظة عن مواقفها وآرائها السياسية اللاذعة، المنتصرة دائما للحريات والحقوق والتمكين للمرأة المغربية ومساواتها مع الرجل.
تصفها وسائل الإعلام المغربية ب”حسناء اليسار”، إلا أنها لا تحب اللقب الذي يختصرها في شكلها، رغم أنها تشكل الاستثناء ضمن المناضلات السياسيات والنسائيات التي ألفتهن الساحة السياسية المغربية، فهي حريصة على جمالها وأناقتها اللافتة للنظر، والتي لا ترى أبدا أنها تتعارض مع هويتها وتوجهها كمناضلة سياسية وأمينة عام حزب مهم في التشكيلة الحزبية بالمغرب.
قم بكتابة اول تعليق