محكمة الباشا… تحفة معمارية بيضاوية

تعد محكمة الباشا من أجمل المعالم المعمارية بمدينة الدار البيضاء. أبدعتها أيادي صناع وحرفيين مغاربة، تحت إشراف المهندس المعماري الفرنسي أوغست كادي، الذي كان مفتونا بالعمارة الموريسيكة، فصمم البناية على النمط المعماري المغربي الأندلسي، على شاكلة قصور ومساجد غرناطة الأندلسية. 

استطاعت البناية، التي تمتد على مساحة 6000 متر مربع، وتتكون من أكثر من ستين غرفة إضافة إلى الحدائق الداخلية، أن تجمع بين المحكمة وإقامة باشا الدار البيضاء والسجن في مبنى واحد، وكان الهدف من إنشاءها الفصل في النزاعات التي تجمع بين سكان المدينة الجديدة، التي كانت تشمل آنذاك أحياء خارج سور المدينة القديمة للدار البيضاء ووسطها، مثل درب السلطان ودرب غلف وغيرها. 

واستعمل في بناء المحكمة، التي تشبه “الرياضات” الفسيحة للمدن العتيقة، مواد تقليدية مثل الرخام الرمادي والأبيض وخشب الأرز والجير والجبس في حين زينت أسقفها بالزخارف والخشب المحفور والأقواس الجصية. 

اتخذ قرار بناء المحكمة في يناير 1930، من طرف باشا الدار البيضاء آنذاك الطيب المقري، ابن الصدر الأعظم محمد بن عبد السلام المقري، الذي اختار لها منطقة الحبوس الجميلة، التي تعد في حد ذاتها معلمة معمارية فريدة من نوعها بالعاصمة الاقتصادية للمملكة. ومنذ ذلك التاريخ، إلى اليوم، بعد أن تحولت إلى مقر لمجلس جهة الدار البيضاء سطات، ظلت محافظة على رونقها وأصالتها وشموخها، وقبلة للسياح الذين يقفون منبهرين بمعمارها الفريد، الذي جعل منها تحفة معمارية بيضاوية بامتياز. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*