العثماني… الطبيب النفسي الذي يرأس الحكومة

ولد سعد الدين العثماني سنة 1956 بإنزكان، القريبة من مدينة أكادير، لأسرة أمازيغية سوسية متواضعة، عرفت بالعلم والفقه. وهناك، سيتابع دراسته الابتدائية قبل أن يحصل على الإجازة في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بآيات ملول سنة 1983. 

سينتقل العثماني، بعد ذلك بين الدار البيضاء والرباط، حيث سيتابع دراساته العليا في كلية الطب والصيدلة بالعاصمة الاقتصادية ويحصل على الدكتوراه في الطب العام، ثم يتخصص في الطب النفسي ويلتحق بعد سنوات من عمله طبيبا عاما، بالمركز الجامعي للطب النفسي بالبيضاء، ثم بمستشفى الأمراض النفسية ببرشيد. قبل ذلك، سيحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط، ليزاوج في دراسته وتكوينه بين العلوم الحديثة وعلوم الدين والفقه. 

دخل العثماني السياسة من باب الدعوة. شارك في تأسيس جمعية الجماعة الإسلامية وانضم لحركة التوحيد والإصلاح، التي كان عضوا في مكتبها التنفيذي من سنة 1991 إلى سنة 1996، قبل أن يتدرج داخل حزب العدالة والتنمية ليصبح واحدا من أهم قيادييه، ويترأس أمانته العامة لعدة ولايات، كان آخرها في 2017، حين اختاره الحزب، بأغلبية الأصوات، خلفا لعبد الإله بنكيران، الذي خلفه أيضا على رأس الحكومة، بتعيين من جلالة الملك محمد السادس، عقب “البلوكاج” الحكومي، الذي حال دون أن يؤسس بنكيران حكومته بعد فوز “البيجيدي” بالأغلبية في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة. 

يحاول العثماني، منذ بلوغه منصب رئيس الحكومة، ثاني أهم منصب بعد ملك البلاد، أن يدبر المشاكل والأزمات بعقلية الطبيب النفسي. ابتسامته الهادئة لا تفارقه، حتى في المواقف الأكثر حرجا. ورغم خرجاته الإعلامية، التي يوجه فيها رسائله، إلى من يهمهم الأمر، يبقى محافظا على دبلوماسيته، ولا يخرج عن دائرة الخطوط الحمراء التي رسمها لنفسه. 

استطاع العثماني، أيضا، أن يحافظ على تماسك حزبه رغم الأزمات التي عصفت به، خاصة بعد العزل السياسي للأمين العام ورئيس الحكومة السابق، والذي كان سببا في انقسام أعضاء “البيجيدي” إلى فرزدقين، أحدهما موال لتيار بنكيران، والثاني مساند للعثماني، وهو ما ظل الأخير ينفيه في جل حواراته وتصريحاته، مؤكدا أن حزبه ما يزال قويا رغم الاختلاف في الرؤية والآراء أحيانا. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*