سعيد الناصري: منقذ الوداد

يختلف الكثيرون حول شخص سعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي الشهير، بين من يعتبر أنه قدم الكثير للفريق، وأنقذه، وبين من يظن أنه يسير به نحو الهاوية… بين من يعتبر أن الرجل همه الأكبر الشهرة والنجومية والمناصب، ومن يقول إن حبه وشغفه بالفريق الأحمر يغفران له كل الزلات. 

لا أحد يعرف المسار الذي قضاه الناصري قبل الوصول إلى رئاسة الوداد سنة 2014. لكن العديد من المصادر تتحدث عن معاناته الطويلة قبل أن يكون ما هو عليه اليوم. فهو ينحدر من أسرة متواضعة جدا تقطن بحي مبروكة، أحد أحياء الهامش بالمدينة الاقتصادية. عمل في العديد من الحرف المؤقتة وفي تجارة صغيرة مارسها بأحياء سباتة وسوق درب غلف الشهير، قبل أن ينتقل، بقدرة قادر، إلى الاستثمار في مجال البناء، ويكون ثروة كبيرة نقلته من حياة الفقر إلى السيارات الفارهة والشقق الفخمة والماركات العالمية. 

كان الناصري عضوا منخرطا في مكتب الوداد ونائبا للرئيس السابق عبد الإله أكرم ويده اليمنى، لسنوات عديدة، قبل أن تطيح حملة “ارحل” الشهيرة بأكرم وتأتي بالناصري على رأس النادي وينقلب الود والصداقة إلى حقد وعداوة. 

ويحسب للناصري، رغم جميع الانتقادات، أنه ساعد الفريق على تجاوز أزمته المالية. واستغل من أجل ذلك شبكة علاقاته الواسعة، هو الذي كان مقربا من إلياس العماري، القيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة ورجله القوي. وبفضل الناصري، حقق النادي أرباحا طائلة بعد الصفقات المربحة التي عقدها في مجال الاستشهار و”السبونسورينغ”، وتصالح من جديد مع الألقاب والدوريات، بعد أن كان يعيش انتكاسة في عهد سابقه، وصلت إلى الحد الذي لم يكن اللاعبون فيه يتقاضون أجورهم. 

وحسب المتتبعين، فالمسار السياسي للرجل يتسم بكثير من الغموض، منذ انضمامه إلى حزب الأصالة والمعاصرة (البام) وتمكنه من الفوز في الانتخابات بدائرة زاكورة، التي تعود أصوله إليها، (ابن تامكروت، معقل الزاوية الناصرية بالمدينة) بعد زيارة لم تتعد ثلاثة أيام، ليصبح نائبا برلمانيا عن الحزب. لكن الإجماع يكاد يكون واحدا على دهائه وذكاءه الخارق، وعلى “رجولته” وسخاءه، يقول العديد من الذين عاشروا الرجل وكانوا من مقربيه. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*