يعتبر الأمازيغيون المغاربة محمد شفيق أباهم الروحي. هو كاتب وباحث ومؤرخ وأديب ومناضل ومثقف أمازيغي من الذين يقام لهم ويقعد. وواحد من مؤسسي الحركة الثقافية الأمازيغية. ولد في 17 شتنبر 1926 ببير طمطم، نواحي مدينة صفرو. فضل أن يكون نضاله من أجل الأمازيغية عن طريق الكلمة والحرف، بعيدا عن السياسة، كما دافع دائما على الهوية المغربية، بشقيها الأمازيغي والعربي، مما جعل له مكانة هامة بين الفريقين.
تلقى شفيق تعليمه عند المستعمر الفرنسي قبل أن يلتحق بإعدادية آزرو الشهيرة ثم بعدها إلى ثانوية مولاي يوسف بالرباط، التي سيطرد منها بسبب مشاركته في الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية ضد المستعمر، كما سيمنع من مزاولة أي نشاط مهني، عقابا له على انضمامه لصفوف المقاومة والحركة الوطنية. لكن شفيق سيجد طريقة لخرق المنع ومتابعة تعليمه، بمساعدة من أستاذه السابق بإعدادية آزرو الذي سيمنحه منصب معلم في المدرسة ويمكنه من تعلم العربية والأمازيغية، قبل أن يصبح مفتشا ثم كاتب دولة في وزارة التعليم ثم مكلفا بمهمة لدى الديوان الملكي ثم مديرا للمدرسة المولوية، حيث تلقى جلالة الملك محمد السادس تعليمه، إلى جانب باقي أفراد الأسرة الملكية.
في 1980 ، سيعينه الملك الراحل الحسن الثاني عضوا في أكاديمية المملكة، بعد أن عمل مستشارًا له، قبل أن يعينه عميدا للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من 2001 إلى 2003. كان أيضًا من مؤسسي المنظمة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان وعضوا بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
كان شفيق وراء تحرير البيان الأمازيغي، الذي وقع عليه عدد من أبناء النخبة الأمازيغية، وتسليمه إلى الملك محمد السادس، داعيا إلى إعادة الاعتبار للهوية والثقافة واللغة الأمازيغية، وتعميم تدريسها، والمساواة دستوريًا بينها وبين اللغة العربية.
المقربون من الرجل يصفونه بالتواضع والرزانة والكتمان، هو الذي عرف عنه تهربه من الأضواء وتفضيله العزلة الفكرية.
في جعبة محمد شفيق العديد من الكتب والمؤلفات، من بينها “لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين” و”أربعة وأربعون درسًا في اللغة الأمازيغية” و”الدارجة المغربية، مجال توارد بين الأمازيغية والعربية” و”المعجم العربي الأمازيغي”، الصادر في ثلاث مجلدات، والذي تطلب العمل عليه 27 سنة. كما أسس العديد من المجلات مثل “تيفاوت” و”أمازيغ” و”تيفيناغ”…
قم بكتابة اول تعليق