بيت الذاكرة… إحياء الإرث الثقافي اليهودي المغربي

يعتبر “بيت الذاكرة” أو المركز الثقافي حاييم الزعفراني، الذي زاره جلالة الملك محمد السادس أخيرا بمدينة الصويرة، وقام بافتتاحه بوجود مستشاره الملكي أندري أزولاي وعدد من الحاخامات اليهود والفنانين اليهود المغاربة، واحدا من أهم البيوتات اليهودية في مدينة “موغادور”، حيث كان أكبر تجمع للطائفة اليهودية المقيمة بالمغرب.

يوجد “بيت الذاكرة” ب”الملاح”، أو الحي اليهودي للصويرة. تؤدي إليه أزقة ضيقة ومتداخلة. وهو كان في الأصل عبارة عن رياض أو دار عتيقة كانت تقيم بها إحدى العائلات اليهودية الثرية.

يتكون البيت من معبد “صلات سيمون عطية”، وهو تاجر غني كان معروفا في المدينة التي عاش فيها أواخر القرن الثامن عشر، ويرجح أنه صاحب “الرياض”، وكانوا يلقبونه “تاجر السلطان”، نظرا لدوره في العلاقات التجارية بين تومبوكتو والصويرة وبينها وبين باقي بلدان أوربا وأمريكا. وبعد وفاته، قررت زوجته ميما عطية تكريمه من خلال تخصيص معبد باسمه داخل البيت.

يحتضن “بيت الذاكرة” أيضا خزانة تضم عددا مهما من البحوث والكتب عن العلاقة بين الإسلام واليهودية بالمغرب، الصويرة نموذجا، والتي يمكن أن يستعين بها الباحثون، إضافة إلى وثائق وبحوث وشهادات خاصة بالباحث المغربي اليهودي حاييم الزعفراني، منحها ابنه سيرج خصيصا ل”بيت الذاكرة”، كما يضم بين جدرانه إقامة ثقافية خاصة بالباحثين الراغبين في العمل والاشتغال على هذه المواضيع.

ويعرض البيت سير حياة شخصيات يهودية مغربية، مثل ليسلي بليشا الذي ولد سنة 1893 وتوفي سنة 1957، وسبق له أن شغل مناصب وزير المالية ثم النقل والدفاع في بريطانيا، أو دافيد ليفي الذي ولد سنة 1810 وتوفي سنة 1886، وكان أول يهودي تم انتخابه في مجلس الشيوخ الأمريكي. كما يعرض عددا من اللوحات و”البورتريهات” ليهود متحدرين من الصويرة، عملوا مستشارين لدى ملوك المغرب عبر التاريخ، من بينهم أندري أزولاي الذي يتولى هذا المنصب منذ سنة 1991، بعد أن عينه فيه الملك الراحل الحسن الثاني واستمر فيها في عهد ابنه وخليفته على العرش صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

كما يعرض البيت صورا قديمة وأفلاما من الأرشيف وتسجيلات موسيقية وملابس تقليدية وأكسسوارات دينية وغيرها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*