“زعلوك” أكلة يهودية الأصل

يعتبر المطبخ المغربي من أغنى المطابخ في العالم وأكثرها ثراء وانفتاحا على العديد من ثقافات الطبخ الذي أغنت تنوعه وتميزه وجعلته يتبوأ المراتب الأولى ضمن أفضل المطابخ. إذ يصنفه بعض المتخصصين في الرتبة الثانية بعد المطبخ الفرنسي. وإضافة إلى تمازجه مع المطبخ الأندلسي والعربي والأمازيغي، كانت لثقافة الطبخ اليهودية تأثير كبير عليه، وهو ما يزال ظاهرا في العديد من الأكلات الشعبية التي يتناولها المغاربة اليوم، ولا يعرفون أن أصلها يهودي.

من بين هذه الأكلات، ما يعرف في المغرب ب”زعلوك”، وهو طبق شعبي مغربي متميز، يحضر من البادنجان المقلي والمشوي، إضافة إلى الفلفل بنوعيه، الحار والحلو، حسب المزاج، ويقدم في غالب الأحيان كسلطة، خاصة في فصل الشتاء، حيث يفضل المغاربة السلطات الساخنة، بدل الباردة. وهو يعرف في بعض بلدان الشرق الأوسط ب”بابا غنوج”، كما له حضور قوي في بعض البلدان المغاربية الأخرى مثل الجزائر وتونس، شأنه في ذلك شأن العديد من الأطباق المغربية المعروفة، مثل الكسكس، مع الاختلاف في طريقة التحضير والمكونات المستعملة، ليبقى البادنجان مكونا أساسيا في تحضير الأكلة.

وعرف اليهود بتحضير طبق البادنجان أثناء احتفالاتهم بشباط. فبما أنهم يمتنعون عن إشعال النار يوم السبت المقدس، ويجهزون أكلهم وأطباقهم ليلة الجمعة، كانوا يحرصون على تحضير أطباق بسيطة، ويمكن أن تأكل باردة، ولا تتعرض للتلف، والتي كان من أشهرها “زعلوك”، الذي يقدمه المغاربة كنوع من المقبلات، وقليلا ما يعتبرونه طبقا رئيسيا في مائدتهم.

وورد ذكر “زعلوك”، في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية سنة 2011، ونشرت وصفة تحضيره في ركن خاص بالطبخ العالمي، كما وصفته مختصة أمريكية في الطبخ، تدعى بولا، بأنه أفضل سلطة مغربية، مثلما ذكرت العديد من المصادر الإعلامية.

ويعتبر “زعلوك” من الأطباق المفيدة والصحية والغنية بالألياف، خاصة إذا تم سلق البادنجان أو تبخيره بدل قليه.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*