جون ليفي… على خطى نضال والده

توفي صباح اليوم الجمعة 24 يناير، جون جوزيف ليفي، أحد أبناء المناضل اليهودي المغربي الراحل سيمون ليفي، مؤسس المتحف اليهودي المغربي ومديره السابق.

جون ليفي، ورغم استقراره في ألمانيا، حيث يمارس مهنة الطب في عاصمتها برلين، لم يتنكر يوما لجذوره المغربية، وظل حب الوطن، الذي غرسه داخله والده الراحل، لا يغادر قلبه، كما هو وفاؤه للذاكرة والإرث المغربي اليهودي، لذلك لم يدخر جهدا من أجل إعادة إحياء هذا التراث وتثمينه.

كانت للراحل جون ليفي، علاقات هامة داخل الحكومة الألمانية، مثلما كانت له علاقات طيبة مع أبناء “الدياسبورا” اليهودية، الموجودين في مختلف أنحاء العالم، الذين كانوا يكنون لوالده وللعائلة بأسرها ودا واحتراما كبيرين، لذلك لم تتردد الحكومة في ألمانيا، حيث عانى اليهود الأمرين خلال فترة الحكم النازي، ومعها عدد من المتبرعين اليهود، في تقديم الدعم المطلوب من أجل المساهمة في دعم مشروع إعادة ترميم معبد “صلاة الفاسيين” بحي “الملاح” بفاس، وإعادة فتح أبوابه أمام الطائفة اليهودية المقيمة بالعاصمة العلمية، وهو المشروع الذي ظل والده الراحل يحلم به قبل أن توافيه المنية، ليحقق ابنه الحلم، تكريما لاسم والده الراحل.

وتشجيعا منه للبحث العلمي، خاصة في كل ما يتعلق بالتراث اليهودي المغربي، تبرع الراحل جون ليفي، بجميع كتب وأبحاث والده إلى مؤسسة الأرشيف، التي يشرف عليها جامع بيضا، كما كان وراء تأسيس جمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي، التي حدد لها هدفا هو الاستمرار في العمل النضالي الذي كان يقوم به والده سيمون ليفي من أجل الحفاظ على الموروث اليهودي المغربي، من لباس وأكسسوارات وأشياء كان يستعملها اليهود المغاربة في حياتهم اليومية، إضافة إلى إعادة ترميم الدور القديمة والمعابد وغيرها.

ولد جون جوزيف ليفي بالدار البيضاء سنة 1962، وتابع بها تعليمه الابتدائي والثانوي، قبل أن يتوجه لتعلم اللغة الألمانية بمعهد هيردير بليبزيغ ثم ينتقل إلى دراسة الطب بجامعة كارل ماركس بالمدينة نفسها. وبعد تخرجه عمل متدربا في العديد من المستشفيات الألمانية بثورينغ وبرلين، كما اشتغل باحثا بالعديد من مراكز البحث العلمي الألمانية قبل أن يفتح عيادته الخاصة كطبيب واختصاصي جلد بالعاصمة برلين. وهو متزوج ووالد لطفلين.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*