“صفقة القرن”… مواقف عربية

لم يصدر عن المغرب، إلى حدود الساعة، أي موقف رسمي تجاه إعلان الرئيس الأمريكي عن تفاصيل “صفقة القرن”، في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء الماضي، رغم أنه شارك سابقا في ورشة البحرين، التي ضمت عددا من الدول الداعمة للمبادرة، وعبر حينها عن موقف ثابت من القضية الفلسطينية وقضية القدس، باعتباره رئيسا للجنتها.

في المقابل، عبرت العديد من البلدان العربية عن مواقف مختلفة من “صفقة القرن”، من بينها السعودية، التي أكدت، من خلال بلاغ لوزارة خارجيتها، دعمها ل”كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”، مضيفة، من خلال البلاغ نفسه، أنها “تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات، وذلك من أجل الدفع بعملية السلام قدما للوصول إلى اتفاق يحقق للشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة”.

التوجه نفسه تقريبا عبرت عنه الإمارات، بعد أن اعتبر يوسف العتيبة، سفيرها في واشنطن، الصفقة “نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة”.

ودعت مصر، من جانبها أيضا، الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى فتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات، برعاية أمريكية والدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

من جهته، أوضح الرئيس الأمريكي، أن “صفقة القرن”، توفر “حلا واقعيا لدولتين وفرصة مربحة للجانبين”، معتبرا أنها “تاريخية” و”فرصة أخيرة لتحقيق السلام للفلسطينيين”. كما كشف خلال المؤتمر، الذي حضره ممثلو بعض الدول العربية مثل البحرين والإمارات وعمان، أنها ستسمح لإسرائيل بضم وادي الأردن وستعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، كما تتضمن بندا خاصا بتجميد بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة لمدة أربع سنوات، على أن يتم خلال هذه الفترة التفاوض على تفاصيل اتفاق شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

الصفقة، التي يعتبرها ترامب “خطة سلام”، والتي تقع في 80 صفحة، ستسمح أيضا للفلسطينيين بمضاعفة مساحة أراضيهم الحالية، وستواكبها استثمارات دولية بقيمة 50 مليار دولار لتوفير مليون منصب شغل للفلسطينيين خلال السنوات العشر القادمة، على أن يقيموا دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، شرط “أن يعبروا بوضوح عن رفضهم لجميع أشكال الإرهاب والعنف”، و”أن يحترموا حقوق الإنسان”. كما تعهد الرئيس الأمريكي بأنها لن تجبر أحدا، سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين، على مغادرة بيته.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*