شفشاون… الجوهرة الزرقاء

تعتبر مدينة شفشاون، أو الشاون كما يسميها أهلها، من بين أجمل مدن المغرب، بطبيعتها الاستثنائية وسحر لونها الأزرق، وامتداد أراضيها بين أحضان جبال الريف، مطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

الجوهرة الزرقاء، مثلما يلقبها محبوها وروادها، احتلت المركز السادس ضمن أكثر المدن جمالا في العالم، حسب تصنيفات مواقع السفر الدولية، وأصبحت من بين المدن الأكثر جاذبية من الناحية السياحية في المغرب، خاصة بعد أن أصبحت صورها على “أنستغرام”، تحظى بأكبر عدد من “اللايكات”، خاصة المدينة القديمة الزاخرة بالمقاهي والحوانيت والمخازن والساحات، أشهرها ساحة “الوطا”، المعروفة بحمامها الزاجل.

شفشاون مدينة هادئة… بسيطة… لا تنتمي إلى عالم اليوم. لا يمكن أن تجد فيها عمارة شاهقة أو شارعا كبيرا واسعا. ما زالت تحتفظ بأزقتها الضيقة وبجدرانها المطلية باللون الأزرق، والذي تقول الروايات إن يهود المدينة، الذين استوطنوها قادمين من الأندلس، اختاروه لممتلكاتهم، تقربا من الله والسماء، ليظل اللون، إلى يومنا هذا، شاهدا على تسامح المدينة التي احتضنت اليهود والمسيحيين والمسلمين.

بنيت شفشاون، التي أهداها الفنان المغربي نعمان لحلو إحدى أجمل أغانيه “يا شفشاون يا نوارة”، سنة 1471 على يد المجاهد مولاي علي بن راشد، والد “السيدة الحرة” التي حكمت تطوان في تلك الفترة، شيدها على النمط المعماري الأندلسي لتحتضن الفارين من التطهير الديني والعرقي في الأندلس مسلمين ويهودا، ولتكون بمثابة ثكنة عسكرية لشن غزوات ضد البرتغال. وعرفت بالثقافة الصوفية وانتشار أكبر عدد من الزوايا فيها، مثل الدلائية والدرقاوية والشقورية والحراقية والعلمية، كما اشتهرت بأكلة الحلزون أو “الببوش” وبالعدد من معالمها السياحية التي لا يفوت زيارتها أي وافد على المدينة، مثل “راس الما”، وهي أعلى نقطة في المدينة يصب منها شلال وتحيط بها حديقة غناء، أو “القصبة” التي تعد بمثابة مركز ثقافي وفني داخل المدينة تعرض فيها منتجات الصناعة التقليدية من حلي وخزف وملابس، كما تضم متحفا إثنوغرافيا يعرض تاريخها في لوحات وصور.

ويعود أصل تسمية المدينة شفشاون إلى كلمة “إيشاون” الأمازيغية، التي تعني القرون، في إشارة إلى قمم الجبال التي تحيط بها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*