عنصرية ضد الصينيين بسبب كورونا

ترافق انتشار فيروس كورونا، القادم من الصين، مع انطلاق حملات عنصرية تجاه الصينيين من مختلف بلدان العالم، حتى المتقدمة منها، التي تنهى عن كراهية الأجانب وتجرم قوانينها التمييز على أساس اللون أو العرق أو الانتماء. وهي الحملة التي انخرطت فيها الصحافة ووسائل الإعلام، وليس فقط مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت حافلة ب”الهاشتاغات” العنصرية والوسومات المضادة لها والتدوينات و”الفيديوهات” التي تسخر من ثقافة الصينيين وعاداتهم.

في كندا، وبعد تنامي الحملات العنصرية ضد الصينيين وارتفاع التعليقات العدائية تجاههم في المواقع، حرص جاستن ترودو، رئيس الوزراء، على تحذير الكنديين من مغبة ممارسة أي تمييز عنصري تجاه الجالية الصينية المقيمة بكندا، داعيا الكنديين إلى التضامن معهم وطمأنتهم. وأوضح خلال حفل أقيم في تورنتو، بمناسبة حلول السنة الصينية الجديدة، قائلا “لا مكان في بلدنا لتمييز يغذيه الخوف والتضليل”.

أما في فرنسا، فتعرض جميع الآسيويين، وليس فقط الصينيين، إلى حملة عنصرية في مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى عودتهم إلى بلادهم، وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن تلاميذ من أصول صينية تعرضوا للتنمر في المدارس، رغم أن منهم من لم يسبق له أن زار الصين يوما ولا يعرفها حتى، مما جعل عددا من الشباب الصينيين يقومون بحملة مضادة على موقع “تويتر” تحت “هاشتاغ”: “لست فيروسا”، في الوقت الذي لم تتردد صحف فرنسية في وضع عناوين عنصرية لمقالاتها حول فيروس كورونا، مثل صحيفة “كوريي بيكارد”، التي نشرت على غلافها صورة صينية تضع على وجهها كمامة، وعنونتها ب”إنذار أصفر”، وهو العنوان الذي يحيل على مصطلح استعمل للمرة الأولى في القرن 19، مع انطلاق موجة الهجرة الصينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويحمل نزعة عنصرية وأفكارا خاطئة تجاه الآسيويين.

وفي الدانمارك، نشرت جريدة “يلاند بوستن” رسما ساخرا عبارة عن صورة للعلم الصيني تظهر عليها صورة فيروس كورونا مكان النجوم الخمس التي كانت تزينه، مما أغضب الصينيين الذين اعتبروا الرسم إهانة لبلدهم ورمز سيادتهم، وشتيمة في حقهم، وشنوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الدانمارك، من خلال نشر علمها وعليه رسوم جماجم وشعارات نازية، مطالبين باعتذار رسمي، رفضته رئيسة الوزراء الدانماركية، التي اعتبرت أن ما قامت به الصحيفة يدخل في إطار حرية التعبير، لترد عليها السفارة الصينية لدى الدانمارك أن الرسم المعني “تجاوز الحد الأخلاقي لحرية التعبير وأساء للضمير الإنساني”، حسب ما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*