المجازر اليهودية بالمغرب ورهان الأكل “الكوشير”

تعيش الطائفة اليهودية في المغرب طقوسها وعاداتها وفق ما تقتضيه الديانة اليهودية. لذلك، فإضافة إلى المحكمة العبرية التي تبث في قضايا اليهود ويحتكمون إليها في خصوماتهم، والمعابد التي يرتادونها من أجل صلاتهم وأعيادهم، يتوفرون على مجازر يهودية خاصة بهم، تتم فيها عملية ذبح المواشي والدواجن وفق الطريقة اليهودية التي تخضع لمعايير صارمة، وللعديد من الشروط من أجل إزالة جميع الشوائب “الحرام” من الذبيحة، التي يجب أن تكون من الثدييات المجترة، وأن تكون حوافرها مشققة. فاليهود مثلا لا يأكلون لحم الحصان، مثلما هو شائع لدى المسلمين، كما لا يأكلون الجانب السفلي للذبيحة وبعض الشحوم و”العصبات” والأوردة.

ويراقب عملية الذبح رجال دين وخبراء، تعينهم مجالس الجماعات اليهودية في أي مكان يعيش فيه اليهود، ويحرصون على أن تتم وفق طقوس النظافة بالدرجة الأولى، كما ينتقلون على المجازر الموجودة في عدد من الأحياء من أجل التأشير على صلاحية الذبيحة أو “الشحيطة” مثلما يسميها اليهود، وعلى أنها حلال، في الوقت الذي يخضع الجزارون لتكوين دقيق في مجال الجزارة والذبح على يد “معلمية” أقدم منهم، قبل أن يحصلوا على رخصة لممارسة المهنة.

ويباع اللحم “الكاشير” بأسعار مرتفعة، مقارنة مع اللحم الذي يباع في المجازر الإسلامية، ويعتبر من أكثر المواد الغذائية قداسة لدى اليهود. وقبل أن يتم طبخه يتم غسله جيدا وتجفيفه من جميع الدماء العالقة فيه.

وتتشابه طقوس الحلال في الديانتين اليهودية والإسلامية، فكلتاهما تحرمان أكل الخنزير وجميع أنواع الحشرات باستثناء الجراد، كما أن عملية الذبح لدى أتباعهما تتم بنفس الطريقة، من خلال جز العنق بضربة واحدة تضمن قطع جميع أوعيته الدموية الرئيسية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*