إسلام على الطريقة الفرنسية

أعلن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، خطته الجديدة من أجل تحرير المساجد والأحياء والمدارس في فرنسا، من التطرف الإسلامي، وفرض قوانين الجمهورية التي تنتصر للمساواة والحرية. وهي الخطة التي قوبلت بالكثير من الرفض في أوساط بعض مسلمي فرنسا، الذين وجدوا فيها نوعا من تصدير الأزمة التي يعانيها الرئيس، بسبب حركة السترات الصفراء، رغم أن الرئيس الفرنسي أكد غير ما مرة، في الكثير من تصريحاته، أن الأمر لا يتعلق بحرب ضد الإسلام، بل بمخطط ل”محاربة التفرقة الإسلاموية”، التي تهدف إلى زرع بذور الانفصال بين الفرنسيين من خلال تغليب قوانين الدين على قوانين الجمهورية.

وترتكز خطة ماكرون، على أربع نقاط أساسية، تشمل أولاها المساجد والمدارس، إذ أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده ستتخلص تدريجيا من الأئمة المسلمين المبعوثين من بلدان أخرى مثل المغرب والجزائر وتركيا، في أفق 2024، وطالب بتكوين الأئمة في فرنسا وفق مبادئ الجمهورية، كما منع جمع التبرعات إلا من خلال “الجمعية المسلمة لإسلام فرنسا”، المخول له مراقبة هذا المجال، من أجل التحكم والسيطرة على مصادر تمويل المساجد، وثانيها تتعلق بالتنسيق بين ممثلي المسلمين في فرنسا بشكل أفضل، أما النقطة الثالثة، فتتعلق بمحاربة المحاولات التفريقية في المجتمع الفرنسي، والتي تتجلى مظاهرها في حمامات السباحة المنفصلة والنوادي الرياضية غير المختلطة، في حين تتمحور النقطة الرابعة حول توفير فضاءات وعروض ثقافية وتعليمية واجتماعية ورياضية في العديد من الأحياء، حيث يوجد أكبر تجمع للجاليات المسلمة.

وعلقت العديد من الصحف الفرنسية على مبادرة الرئيس الفرنسي، إذ تحدثت “ليبيراسيون” عن إسلام على الطريقة الفرنسية، معتبرة التدابير المتخذة خطأ كبيرا، لأنها تظهر معادية للإسلام كديانة، في حين كتبت “ليزيكو” قائلة إن الرئيس الفرنسي، يتعرض، على بعد أسابيع من الانتخابات البلدية المقررة في 15 مارس الجاري، لهجوم منتظم من اليمين، من جهة، الذي يتهمه بالتراخي في التعامل مع “التطرف الإسلامي”، ومن اليسار، من جهة ثانية، الذي يتهمه بأنه يريد أن يشعل النار بوصم مسلمي فرنسا، في الوقت الذي أحالت “لوموند”، على “نداء 100 مثقف” الذي نشر في جريدة “لوفيغارو” في مارس 2018، والذي تحدث عن مصطلح “التفرقة الإسلاموية”، واعتبر حينها نوعا من “الأبرتهايد” و”المعاداة” للمسلمين.

أما “لوباريزيان” فتساءلت إن كانت هذه التدابير التي أعلنها ماكرون كافية؟ واعتبرت “لوفيغارو” أن اختيار ميلوز للإعلان عن التدابير لمحاربة التطرف الإسلامي والانغلاق لم يكن اعتباطيا، على اعتبار أن المدينة تحتضن عددا كبيرا من المهاجرين.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*