تعتبر مدينة الصويرة من بين أجمل المدن المغربية وأكثرها راحة وسكونا. إنها كذلك رمز التعايش بين مختلف الديانات، مسلمين ويهودا ومسيحيين، والانفتاح على مختلف الحضارات، مما جعل منها قبلة للسياح من مختل أنحاء العالم، خاصة بعد احتضانها مهرجانا دوليا كبيرا اسمه “كناوة… موسيقى العالم”.
تعتبر الصويرة معقل اليهود المغاربة، حيث تجمع فيها أكبر عدد منهم على مر التاريخ، خاصة في حي “الملاح” الذي بناه السلطان أحمد المنصور الذهبي واستقدم إليه خيرة التجار اليهود من أجل تنشيط المدينة وترويجها، إلى أن أصبحت العاصمة الاقتصادية للمملكة.
سميت الصويرة في القديم بموغادور. وتعني حسب المؤرخين “صاحبة السور”. ويرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد. استقر بها الفينيقيون والرومان والبرتغاليون والمورتانيون الأمازيغ والسعديون والعلويون الذين أعادوا بنائها على شكلها الحالي.
تعرف الصويرة، التي كانت مقصد “الهيبيين” سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، بأسوارها و”سقالاتها” وأبراجها التي كانت تتخذ للدفاع عن المدينة من الغزو الأجنبي، إضافة إلى أبوابها الضخمة التي تقسم مدينتها القديمة. كما تشتهر برياحها ونوارسها، لذلك يلقبونها “مدينة الريح والنوارس”. كما يقصدها عشاق رياضة ركوب الأمواج “السورف” من مختلف أنحاء العالم، لممارسة هوايتهم المفضلة في أي وقت من أوقات السنة.
الصويرة مدينة بسيطة. وسياحها، سواء الأجانب أو المحليون، لديهم عقلية خاصة ومختلفون عن زوار المدن الأخرى. فأغلبهم باحث عن الهدوء والسكينة، هارب من الضجيج والضوضاء والليالي الصاخبة. أكثرهم يعشقون موسيقى كناوة، التي يتنفسها سكان المدينة مثل الهواء، ويحبون البحر وسحر وعراقة المطاعم الأصيلة في مدينتها العتيقة، حيث يمكن إيجاد جميع أنواع التحف الفنية ومنحوتات العرعار والمجوهرات المصنوعة من الفضة والأواني النحاسية، إضافة إلى مختلف إبداعات الصناعة التقليدية المغربية.
تعرف المدينة أيضا بأسماكها، خاصة سمك السردين الذي يقبل عليه الزوار بشكل كبير، وهو متوفر إلى جانب جميع أنواع السمك الأخرى في المطاعم المحادية لميناء الصويرة التي عرفت منذ القديم بنشاطها البحري ووفرة ثروتها السمكية.
حظيت المدينة أخيرا بالتفاتة ملكية بعد زيارتها من طرف جلالة الملك محمد السادس، الذي وقف بنفسه على سير العديد من المشاريع فيها، من بينها إعادة تأهيل مدينتها القديمة خاصة حي اليهود، وترميم بعض كنائسها وبيعها.
قم بكتابة اول تعليق