أزمور… مدينة الأولياء والأساطير

تعتبر مدينة أزمور من المدن المغربية الصغيرة والبسيطة، لكن الكبيرة والعظيمة بتاريخها وأسطورتها. فهي المدينة التي صنفها المؤرخون ضمن أقدم المدن في العالم، رغم عدم جود دلائل علمية أو أركيولوجية على ذلك، وتعدد الروايات التاريخية حول أصل نشأتها. وقيل كذلك إنها تأسست قبل ظهور المسيح عليه السلام بمئات السنين، ثم دمرت قبل أن تقوم مدينة جديدة على أنقاضها، كما وصفها بعض المنجمين اليونان بأنها “صفيحة من أرض مقدسة وموطأ قدم نوح عليه السلام”، قبل أن يحملها الفيضان العظيم إلى شمال إفريقيا.

عرفت أزمور، التي تتميز بموقعها الجغرافي بين النهر والبحر والغابة، بأوليائها الصالحين، وعلى رأسهم مولاي بوشعيب، ولالة عائشة البحرية، التي تقول الأسطورة إنها جاءت من بغداد باحثة عن حب حياتها مولاي بوشعيب الرداد، الذي التقته أثناء دراسته في العراق، لكن تشاء الأقدار أن تفرق بينهما إلى الأبد، بعد أن ماتت لالة عائشة غرقا في ضفاف نهر أم الربيع الذي تطل عليه المدينة، قبل أن تلتقي حبيب القلب، لذلك لقبها البعض ب”عاشقة المجانين”، كما عرفت أزمور أيضا بزواياها (التيجانية، الشادلية، الدرقاوية، العيساوية، الحمدوشية…) ومساجدها (المسجد الكبير، جامع الزيتون، جامع السي الخديم…)، إضافة إلى أبراجها وأسواقها وقصباتها.

تعاقب على حكم أزمور القرطاجيون والفينيقيون والبورغواطيون والرومان والأندلس، وذكرت في المصادر التاريخية بأسماء متعددة منها تازمورت وأزما وزمور أزمور، وتعني بالأمازيغية غصن الزيتون البري الذي كان منتشرا بالمنطقة.

عاش اليهود بالمدينة متكتلين في ملاحها. وكان من بينهم صاغة وسابكو الذهب والفضة وتجار الثوب وخياطون وبائعو خمور. وما تزال العديد من أضرحة الحاخامات اليهود من أصحاب الكرامات والمعجزات موجودة يحج إليها اليهود من كل أنحاء العالم، أشهرها ضريح ربي أبراهام مول نيس.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*