استفزت التصريحات الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها أمس الثلاثاء لقناة “فوكس نيوز”، العديد من المواطنين الأمريكيين ووسائل الإعلام عبر العالم، بعد أن أكد أن الأزمة الاقتصادية التي ستعرفها بلاده بسبب وقف الأنشطة والحجر الصحي في المنازل، ستخلف ضحايا أكثر مما يمكن أن ينتجه انتشار فيروس “كورونا”، لأنها ستتسبب في آلاف الاضطرابات النفسية وارتفاع حالات الانتحار، مضيفا أن الشعب الأمريكي مليء بالحركية والحيوية، ويرفض أن يتم حبسه في شقة أو منزل.
وحذر ترامب من تدمير البلد بشكل كامل في حال استمرار الإجراءات الاحترازية، من أجل السيطرة على انتشار فيروس “كورونا”، وهي الإجراءات التي وافق على تطبيقها على مضض، مضيفا، في الحوار نفسه، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تبن من أجل أن تغلق.
وقال ترامب إن الأنفلونزا العادية تقتل الآلاف من البشر كل سنة، لكن لا يتوقف من أجلها البلد، كما أن العديدين يموتون في حوادث سير لكننا لا نطلب من شركات تصنيع السيارات وقف إنتاجها، مشددا على ضرورة أن يعود الأمريكيون إلى أعمالهم في أقرب وقت ممكن، مع الحرص على الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وواعدا باستعادة جميع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية مع حلول أعياد الفصح في 12 أبريل المقبل، أو في منتصف أبريل المقبل، على أبعد تقدير، خاصة بالنسبة إلى الولايات التي تعرف نسبة إصابات متدنية.
واستخف الرئيس الأمريكي المعروف بتصريحاته ومواقفه المثيرة للجدل عبر العالم، بنصائح وتحذيرات الأطباء والعلماء بشأن الفيروس، قائلا، “لو استمعنا إلى ما يقوله هؤلاء الأطباء، لأغلقنا العالم بأكمله”.
واستفزت تصريحات ترامب العديد من الأمريكيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين دعوا إلى عدم الاستماع إلى ما يقوله، ووصفوه ب”المجنون”، في الوقت الذي هاجمته العديد من الصحف، التي اعتبر بعضها أنه غير مؤهل لحماية حياة المواطنين وأنه يتلاعب بها ويستخف بأهميتها، مضيفين أن الهاجس الوحيد الذي يحركه هو حملته الانتخابية المقبلة، ومؤكدين أنه يتعامل مع الأزمة بمنطق رجل الأعمال لافتقاده للخبرة السياسية.
وتأخر الرئيس الأمريكي في فرض الإجراءات الاحترازية على الأمريكيين، من أجل السيطرة على الفيروس، الذي يصر على تسميته “الصيني”، إذ لم يأخذه في البداية على محمل الجد وأكد لشعبه أنه لا يجب أن يقلق لأن المرض سيختفي “بمعجزة”.
قم بكتابة اول تعليق