كلوروكين… الدواء المحتمل لعلاج كورونا

يستخدم “الكلوروكين” في علاج حمى المستنقعات، المعروفة بمرض الملاريا وبعض أمراض التهاب المفاصل والذئبة الحمراء، ولا يعتبره المختصون دواء أو علاجا حقيقيا فعالا لفيروس كورونا، بقدر ما يؤكدون قدرته على تقليل أعراض المرض، أو علاج بعض الأعراض الجانبية الناتجة عن الإصابة بمرض “كوفيد 19”. ويستعمل الدواء نفسه منذ أكثر من ثلاثين سنة في مكافحة الجراثيم الموجودة داخل الخلايا وتتكاثر فيها، ويمكن وصفه وفق جرعات دقيقة ومحددة ومعروفة مسبقا حسب كل حالة، من أجل أن لا يتسبب في أي أعراض جانبية.

تم اكتشاف الكلوروكين سنة 1934 من قبل الطبيب هانز أندرساج في مختبرات “باير”. وقبل ذلك استعمل السكان الأصليون للبيرو مستخلصا من أحد النباتات المنتشرة بالمنطقة، واسمه “كينا”، استخدموه في محاربة الحمى في القرن السابع عشر، قبل أن يدخل إلى أوربا من أجل الاستخدام نفسه تحت اسم “كينكونا أوفيسيناليس”، وهو الأصل في دواء الكلوروكين، الذي بدأ استعماله لعلاج المالاريا، ليندرج اليوم ضمن قائمة الأدوية الأساسية النموذجية لمنظمة الصحة العالمية، وهي الأدوية اللازمة في النظام الصحي التي تعتبر الأكثر أمانا وفعالية، خاصة أن له تأثيرات مضادة للفيروسات، تعمل عن طريق زيادة درجة الحموضة داخل الجسم، مما يضعف الفيروس وخليته التي تحتاج إلى درجة حموضة منخفضة.

الكلوروكين دواء رخيص وغير مكلف. ويستخدم منذ ما يقرب من سبعة عقود، رغم أن الأطباء حذروا منه لمدة عقد واعتبروه ساما جدا للاستخدام البشري. لكنه يسوق اليوم في مجموعة من البلدان عبر العالم تحت مسميات تجارية مختلفة، منها “الريفاكين” و”الريسوشين” و”البلاكينيل”، ويتسبب في العديد من الأعراض الجانبية مثل الصداع والغثيان والتقيؤ وحساسية الجلد وعدم وضوح الرؤية واضطرابات في دقات القلب ومشاكل الكبد. ويمكن لجرعة غير دقيقة منه أن تتسبب في وفاة المريض، خاصة أن الجرعة الفعالة تكاد نسبتها تقترب كثيرا من الجرعة القاتلة. وقد تسبب سنة 1961 في وفاة ثلاثة أطفال تناولوا جرعات زائدة خلال ساعتين من تناول الدواء.

ويستعمل الدواء اليوم في علاج بعض الحالات المصابة بفيروس كورونا، في العديد من بلدان العالم، رغم أن منظمة الصحة العالمية حذرت منه، وأوصت بضرورة إجراء العديد من الاختبارات السريرية قبل المصادقة والترخيص باستعماله.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*