عائلات معرضة للتشرد بسبب كورونا

تجد لجنة اليقظة الاقتصادية، صعوبات كثيرة في التعامل مع القطاع غير المهيكل، وإيجاد حل لهذه الفئة المتضررة من العمال والمياومين، التي بدأت صرخاتها تعلو على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتعبأ بعض الجمعيات والصفحات “الفيسبوكية” والمواطنين العاديين، لتقديم يد المساعدة إليها، سواء من خلال منح دعم مالي، حسب القدرة، أو التكفل بعدد معين من العائلات، أو بشراء المواد الغذائية اللازمة، أو تخصيص منصة إلكترونية لمساعدة المحتاجين، أو رقم حساب بنكي.

ووعد وزير التشغيل محمد أمكراز، في تصريحات إعلامية متفرقة، ب”إبداع آليات للتعامل مع مثل هذه الحالات”، مؤكدا أن لجنة اليقظة الاقتصادية تجد صعوبة في التعامل مع القطاع غير المهيكل والمستخدمين غير المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لكنها “واعية بضرورة بلورة أفكار للتعامل معه قريبا”.

وتعيش العديد من العائلات، بعد قرار السلطات إغلاق المقاهي والمطاعم والملاهي والقاعات الصحية والصالونات والحمامات، للحد من انتشار فيروس “كورونا”، على صدقات بعض المحسنين من الجيران وأفراد العائلة، بعد أن وجدوا أنفسهم دون مورد رزق، علما أن أغلبهم لا يملك راتبا شهريا، ويعيش على مدخول كل يوم.

وإذا كانت الحكومة لجأت إلى صرف 2000 درهم صافية للعمال والمستخدمين المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مدفوعة من الصندوق الخاص بتدبير وباء “كورونا”، من أجل مساعدة الموظفين والمستخدمين الذين اضطروا إلى التوقف عن العمل، على تحمل مصاريف الحياة اليومية، إلى حين انجلاء الأزمة، فإن العاملين غير المسجلين في الصندوق، أو التابعين للقطاع غير المهيكل، لا يجدون ما يسدون به رمقهم في ظل هذه “الجائحة”، من بينهم أرباب أسر يشتغلون في وضعية هشاشة، وبدون “وراق”، امتنع مشغلوهم عن أداء أجورهم، تحت ذريعة أن “الحركة واقفة” و”الفلوس ما كايناش”.

الوضعية نفسها يعيشها عدد من العاملين ب”القيساريات”، بعد أن أقفل التجار محلاتهم وتركوهم بدون أجر، لا يجدون ما يتدبرون به قوت يومهم، ومعهم العديد من الحلاقين وعمال الصالونات والمشتغلين في “الكباريهات” والملاهي الليلية ومقاهي “الشيشة” والفنادق، الذين وجدوا أنفسهم، بين عشية وضحاها، دون مورد رزق، بل لم يتسلموا حتى راتب الشهر الجاري، أو الأسابيع التي عملوا فيها، بسبب جشع وطمع مشغليهم الذين أقفلوا هواتفهم وأغلقوا عليهم أبواب منازلهم وتركوهم عرضة للضياع والجوع، إلى أجل غير مسمى.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*