يهود مغاربة: ل”بيساح” طعم مختلف بسبب الحجر الصحي

في مثل هذه الفترة من السنة، تبدأ استعدادات اليهود المغاربة للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، أو “بيساح”، وهي استعدادات استثنائية لاستقبال هذا العيد الديني المقدس، الذي يجتمع خلاله أكبر عدد من أفراد العائلات اليهودية، من أجل الاحتفال به.

خلال هذه السنة، سيتخذ هذا العيد شكلا وطعما آخر، بسبب حالة الطوارئ الصحية التي فرضت على المواطنين المغاربة، من أجل السيطرة على انتشار فيروس “كورونا”، والتي تمنع التجمعات والزيارات وتفرض التباعد الاجتماعي بين الأشخاص.

تقول سوزان، التي تقطن بالرباط، إن أجواء هذا العيد الديني العظيم والمقدس لدى اليهود، غير متوفرة هذه السنة بسبب الحجر الصحي في البيوت. وبدل أن تحتفل العائلات اليهودية بهذه المناسبة مجتمعة، ستضطر إلى الاحتفال بأقل قدر ممكن من الأشخاص، قد لا يتجاوز ثلاثة أشخاص في أحسن الحالات. وأضافت ل”الموقع”: “رغم ذلك، من المستحيل أن لا نحتفل بهذا العيد. إنه مثل رمضان بالنسبة للمسلمين. ستكون فرصة سامحة لنا من أجل الصلاة والدعاء”.

من جهتها، تحدثت كارين، من الدار البيضاء، عن الأهمية التي كانت تكتسيها ليلة “ميمونة”، آخر ليلة خلال العيد الذي يستمر ثمانية أيام، (من 8 إلى 16 أبريل) والتي يجتمع فيها اليهود مع المسلمين من الأصدقاء والجيران، والتي تمر في أجواء من البهجة والفرحة، وتحضر فيها الأجواق الموسيقية والرقص والاحتفال، وهي الظروف التي لم تعد متوفرة بسبب الحجر الصحي في المنازل.

ويقول موريس، المقيم في العاصمة الاقتصادية أيضا، إن هذا العيد كان يعرف حضور اليهود من مختلف أنحاء العالم، من أجل المشاركة في الاحتفالات، وهو الشيء الذي لم يعد ممكنا اليوم، خاصة أن المعابد مقفلة منذ مدة، وبالتالي، سيضطر كل واحد أن يحتفل به في منزله، مع أقل عدد ممكن من أفراد الأسرة الواحدة. ويضيف “حتى ليلة ميمونة أصبح الاحتفال بها غير ممكن”.

ويحتفل اليهود المغاربة، ومعهم يهود العالم، في شهر أبريل القادم، بعيد “بيساح”، وهو العيد الذي يذكرهم بقصة تحررهم من عبودية فرعون وخروجهم من أرض مصر، بمساعدة من نبي الله موسى عليه السلام.

وتبدأ الاحتفالات بهذا العيد الديني المقدس لدى اليهود، بحوالي شهر تقريبا عن موعده، تلجأ خلاله العائلات اليهودية المغربية إلى تغيير أثاث البيت وصباغة الجدران والتبضع للمناسبة، التي يتناول فيها اليهود أطباقا خاصة، حسب ما أكد العديد من أبناء الطائفة اليهودية المقيمة بالبيضاء.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*