في التفاتة إنسانية جميلة، أرسل جلالة الملك محمد السادس، برقية تعزية إلى عائلة بوطبول، إحدى أشهر العائلات الفنية واليهودية في المغرب، تضمنت عبارات المواساة في فقدان ابنها الراحل الفنان والموسيقي مارسيل بوطبول، الذي وافته المنية في الديار الفرنسية، قبل أيام.
وأعرب جلالته، في البرقية نفسها، التي تناقلت مضمونها وسائل الإعلام المغربية، عن بالغ تأثره بوفاة مارسيل بوطبول، وتعاطفه في هذه المناسبة الأليمة، مع أهله وأسرته الصغيرة وعائلته الفنية الكبيرة، وجميع أفراد الطائفة اليهودية بالمغرب، التي واساها “برحيل فنان رائد موهوب أثرى الخزانة الفنية الوطنية بإبداعاته الغنائية المتميزة المستلهمة من التراث اليهودي المغربي الأصيل”، حسب ما جاء في البرقية.
وتوفي بوطبول، الأربعاء الماضي بأحد مستشفيات باريس، حيث كان يرقد، بعد إصابته قبل أسابيع بفيروس “كورونا”، وهي الإصابة التي استدعت نقله إلى المستعجلات، بعد أن أدت إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة أنه في سن متقدمة.
وقد عبر العديد من أصدقاء الراحل وأبناء الطائفة اليهودية بالمغرب عن أسفهم لرحيل هذه الأيقونة الفنية والإنسانية، من بينهم رافي إيدري، أحد أصدقاء الراحل، الذي اعتبر أن المغرب فقد بوفاته رجلا عظيما وشخصية تاريخية عرفت بإنسانيتها وفنها الراقي، وموريس الباز الذي قال إن موته “خسارة كبيرة للبلد”.
وكان بوطبول، الذي يملك أحد المطاعم الشهيرة بمدينة طنجة، في زيارة إلى عائلته بفرنسا، حيث تقيم زوجته وابنته، حين بدت عليه أعراض الإصابة، ليتم نقله بسرعة إلى المستشفى، قبل أن يدخل بعدها في غيبوبة، ويتم تناقل أخبار في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، عن وفاته، قبل أن تكذب عائلته الخبر.
وينتمي الراحل إلى عائلة فنية كبيرة من يهود فاس، فوالده هو الفنان الراحل جاكوب بوطبول، وشقيقه ليس سوى المغني المعروف حاييم بوطبول، الذي شكل رفقة والده وأشقائه “أوركسترا” فنية معروفة بأغانيها الشعبية، التي رددتها أجيال من المغاربة.
وسبق للراحل مارسيلو، الذي اشتهر بعزفه المتفرد على آلة الكمان، أن شارك في الفيلم السينمائي “أوركسترا منتصف الليل” للمخرج جيروم كوهن أوليفار، والذي لعب بطولته الكوميدي المغربي الشهير جاد المالح.
قم بكتابة اول تعليق