هراري يحلل أزمة كورونا

اعتبر المؤرخ والباحث الإسرائيلي يوفال نوا هراري، أن البشرية اليوم في مواجهة أزمة عالمية قد تكون الأكبر في هذه المرحلة من تاريخها، وأن القرارات التي ستتخذها الحكومات والمواطنون خلالها ستغير وجه العالم في السنوات المقبلة. 

وأكد صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا عبر العالم “سابيينز”، أن العاصفة ستمر وأن العديد منا سيظل على قيد الحياة، لكننا سنعيش في عالم مختلف. 

وحذر هراري، في مقال نشره على صحيفة “فاينانشال تايم”، من استعمال التكنولوجيا من أجل رصد حالات الإصابة والعدوى، مثلما كان عليه الأمر في دول مثل الصين، لأن الدول والأنظمة غير الديمقراطية يمكن أن تستعمل المعطيات الصحية الشخصية للمواطنين في تكريس استبدادها وتوجيهها. وقال “من حقنا أن نحظى بالصحة، وبالخصوصية في نفس الوقت. ليس من خلال التقعيد لأنظمة توتاليتارية تراقب أنفاس البشر، بل من خلال جعل المواطنين مسؤولين والتعويل على تعاونهم من أجل السيطرة على انتشار الوباء، ومحاولة استعادة ثقة المواطنين في العلم وفي السلطات العمومية وفي وسائل الإعلام”. 

ودعا الباحث في التاريخ، الذي تثير نظرياته جدلًا كبيرًا حول العالم، الدول إلى التعاون في ما بينها وتبادل المعطيات والمعلومات حول الفيروس. وقال في المقال الذي كتبه “من أجل الانتصار على الفيروس، يجب أن نقتسم المعلومة على الصعيد الدولي. إنه الامتياز الأكبر الذي يوجد لدى البشرية على هذا الفيروس. فكورونا الموجود في الصين هو نفس كورونا الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لا يجب على الصين أن تبخل على أمريكا بمعلومات قد تساعدها على مواجهته. وما قد يكتشفه طبيب إيطالي في الصباح من شأنه أن ينقذ حياة مواطن في طهران في المساء. وبدل أن تقوم كل دولة على حدة بمجهود خاص، يمكنها أن توحد كل جهودها من أجل صالح البشرية ككل”. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*