محمد اليوبي: السيد كورونا

عدد كبير من المغاربة لم يكونوا يعرفون محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، ومنهم من لم يسبق أن سمع عنه إطلاقا. لكنه اليوم، أشهر من نار على علم، يعرفه الصغير والكبير، وينتظره المواطنون من طنجة إلى الكويرة، كل مساء على الساعة السادسة مساء، لينقل إليهم مباشرة عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، وعدد الموتى وعدد المتعافين. 

لم يكن هذا الرجل الخجول، الذي لا يحب الصحافة ولا وسائل الإعلام، ويعشق العمل في الظل، يعتقد يوما أنه سيكون مضطرا ليطل كل يوم على المغاربة، في ندوة صحافية تنقل مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وينقل إليهم أخبار الوباء، أو أن يصبح اسمه مرتبطا في أذهانهم بالفيروس اللعين، الذي قلب حياتهم رأسا على عقب، إلى درجة لقبوه بالسيد كورونا. 

ولد اليوبي وسط عائلة فاسية محافظة. عرف والده بكونه واحدًا من أبرز الأسماء التي تؤدي شعر الملحون في العاصمة العلمية، رغم أن أبناءه لم يرثوا عنه ميوله الفنية، وآثروا عليها دراسة الطب، ومنهم محمد، الذي درس في فاس وحصل على شهادة الباكالوريا من ثانوية مولاي رشيد، قبل أن ينتقل إلى كلية الطب والصيدلة بالرباط ويتخرج منها ثم يبدأ مساره في الطب العام، متنقلا بين العديد من المدن والمناطق الهامشية، قبل أن ينطلق إلى فرنسا في سنوات الألفين ليعزز شهادته في الطب بشهادة تخصص في علم الأوبئة خولته إلى تقلد العديد من المناصب الهامة داخل وزارة الصحة، قبل أن يستقر به الأمر مديرًا لمديرية الأوبئة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*