الهاكادا… حكاية حرية وانعتاق

تعتبر قراءة الهاكادا، واحدة من أهم الطقوس عند اليهود خلال احتفالهم بعيد الفصح اليهودي، أو بيساح. إنها حكاية خروجهم من مصر، حين كانوا مستعبدين لدى فرعون، التي يحكونها، منذ ألفي سنة، إلى أبنائهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم، وظلت تتناقلها الأجيال عبر القرون، دلالة على الحرية والانعتاق. 

تعني الهاكادا باللغة العربية، الحكاية. وهي نص عبري قديم، يعتبر من النصوص التأسيسية للديانة اليهودية.  يقرأه اليهود أثناء قيامهم بطقس “السيدير”، الوجبة العائلية، التي لا تقل أهمية عن باقي طقوس بيساح، والذي لا تكتمل الاحتفالات بدونه، خاصة أنه يتحدث عن العادات التي يجب القيام بها خلال القراءة. 

ولا تكتمل القراءة بدون وجود أطعمة معينة على مائدة “سيدير” العائلية، تحمل الكثير من الدلالات الرمزية، لعل أهمها نبتة “الربيع” المرة، التي يدل وجودها على مرارة فترة العبودية. 

وتدور الهاكادا، أو الحكاية،  حول المراحل التي قطعها اليهود أثناء خروجهم من مصر وعبورهم نحو الحرية، التي لولا نبيهم موسى عليه السلام، لظلوا مستعبدين فيها. إنها حكاية تحتفي بالانعتاق، يحرصون من خلالها، على انتقال الذاكرة الجمعية للشعب اليهودي عبر الأجيال، من أجل التذكر وعدم النسيان. 

وإذا كانت اللحظة التي تتم فيها قراءة الهاكادا، دعوة للتذكر، فهي أيضا لحظة للتأمل والانعتاق الداخلي والتحرر الفردي من الذنوب والآثام والعادات القبيحة التي يمكن أن يقع الشخص أسيرا لها. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*