ماكسيم كاروتشي… حامل مشعل الأغنية اليهودية المغربية

يعتبر ماكسيم كاروتشي حامل مشعل الأغنية اليهودية المغربية، وآخر الفنانين الشعبيين اليهود الباقين في المغرب، والمتشبثين بالحفاظ على الإرث الفني “الشكوري” (chgouri).

 ولد في مدينة الدار البيضاء سنة 1965، لعائلة فنية بامتياز. فجده كان يشغل ذات زمن مضى، منصب أمين الموسيقيين. أما والده، المعروف بكاروتشي المغربي، فكان واحدا من أهم الأسماء التي تركت بصمتها على الأغنية الشعبية المغربية اليهودية، وكان، إلى جانب حرفته في صنع “الشرابل”، (babouches ) يمتلك جوقا موسيقيا شهيرا في العاصمة الاقتصادية، أحيى العديد من الأعراس والمناسبات والأفراح، سنوات السبعينات، سواء لليهود أو المسلمين. وقد تشرب أبناؤه عشق الفن والموسيقى منه، وعلى رأسهم ماكسيم وشقيقه مايك. 

درس ماكسيم كاروتشي الميكانيكا في بداياته، لكنه سرعان ما سيكتشف شغفه بالغناء والعزف، خاصة على آلة الأورغ التي كان يعشقها، فالتحق بالمعهد البلدي للموسيقى بالدار البيضاء، حيث درس أصول “الصولفيج” والعزف، قبل أن تواتيه فرصة العزف لأول مرة أمام الجمهور، حين تغيب عازف الأورغ في فرقة والده عن إحدى المناسبات، فعوضه ماكسيم، بعد إلحاح من والدته، التي استطاعت إقناع الوالد بموهبة ابنه الموسيقية، ومن ثم كانت انطلاقته التي ظلت مستمرة ومشعة ومتألقة إلى اليوم. 

تعود أصول عائلة ماكسيم، أو نسيم يحيى مثلما كتب في شهادة ميلاده، إلى الجيل الأول من يهود الأندلس، الذين فروا رفقة إخوانهم المسلمين، من جحيم محاكم التفتيش الصليبية، ليستقروا في إيطاليا، ومن هناك استمدوا اسمهم العائلي كاروتشي، قبل أن يلتحقوا بالمغرب، حيث استقروا في الصويرة وآسفي والجديدة، ومنهم من اختار منطقة الشمال. 

وصلت عائلة ماكسيم مدينة الدار البيضاء في بداية سنوات الخمسينات، قادمة إليها من الصويرة. واستقرت بالمدينة القديمة للعاصمة الاقتصادية، وبالضبط ب”درب الإنجليز”، حيث رأى فناننا النور وعاش جزءا كبيرا من طفولته. وهو الحي الفقير والمتواضع الذي ظل ماكسيم يفتخر بانتمائه إليه، رغم ما وصله من شهرة وانتشار، ورغم أنه جال العالم مشرقه ومغربه. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*