سوزان أروش… عاشقة التراث

عشقت سوزان أروش الموسيقى والغناء منذ صغر سنها، وأغرمت بأصوات النساء البسيطات من مسقط رأسها أرفود، اللواتي كن يؤثثن بشعرهن وغنائهن ليالي العيد والمناسبات الدينية، أو حين يطلقن العنان لأصواتهن الجميلة الرائعة، وهن يقمن بأشغال البيت أو يخرجن إلى المراعي. 

ظلت سوزان، أو سارة مثلما تم تسجيل اسمها في سجل الحالة المدنية، شغوفة طيلة حياتها بالغناء والموسيقى، لكنها لم تحترفها بشكل رسمي، وظلت تمارس هوايتها بين العائلة والأصدقاء في الأعياد، قبل أن تقرر تسجيل “سي دي” بصوتها كذكرى منها لبناتها وأحفادها، عبارة عن مجموعة من الأغاني المعروفة التي كانت تغنيها في بعض المناسبات، من بينها أغاني تراثية شعبية لزهرة القاسية وسامي المغربي وبوطبول وريموند البيضاوية، أو سليم الهلالي، الذي تعشق أغانيه وغنت له أول مرة أمام جمهور سنة 1996، قبل أن تؤدي إحدى أشهر أغانيه “أنا مريض” في أحد أفلام المخرج المغربي سعد الشرايبي. 

ولدت سوزان آروش (اسمها العائلي بعد الزواج)، سنة 1953 بمدينة أرفود، نواحي ورزازات، بالجنوب المغربي، لعائلة يهودية هي عائلة نيزغيت. عاشت طفولتها في أرفود ودرست الابتدائي في مدرسة عمومية جمعت مسلمين ويهودا. وهي الفترة التي تعلمت فيها جيدا قراءة وكتابة اللغة العربية التي تجيدها، إلى جانب اللغة العبرية التي كانت تدرسها في الفترة المسائية بإحدى المدارس الدينية. 

انتقلت أسرة سوزان سنة 1966 إلى مدينة مكناس بحكم وظيفة والدها الذي كان يشتغل في البريد، في الوقت الذي أكملت فيه دراستها بمدينة الدار البيضاء ثم انتقلت إلى مدينة الرباط حيث ما تزال تقيم إلى اليوم. 

اشتغلت سوزان لسنوات شارفت على الثلاثين، في فندق باليما الشهير بالعاصمة، قبل أن تتسلم إدارته. وهناك، احتكت بالعديد من الوجوه الفنية والمشاهير العالميين، بحكم أن الفندق كان قبلة للسياسيين والفنانين ومنظمي المهرجانات في المغرب وعبر العالم. 

تعرف الجمهور المغربي على صوت سوزان أروش أثناء مشاركتها في أحد البرامج الإذاعية. كان ذلك بعد تقاعدها. لتصبح بعدها مطلوبة لدى المهرجانات والبرامج الفنية على التلفزيون المغربي، التي تتحف من خلالها جمهورها بصوتها الملائكي وثقافتها الواسعة و”تامغربيت” التي تتشبث بها حتى النخاع. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*