“القايدة” حورية… مالئة الدنيا وشاغلة الناس

ملأت “القايدة” حورية الدنيا وشغلت الناس وأدخلت البسمة على شفاههم وأعادت الضحكة إلى قلوبهم، في عز أزمة كورونا. إنها القائدة التي صالحت المواطنين مع السلطة، وأصبحت أيقونة المغاربة بعد انتشار فيديوهاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تحث المواطنين على التزام بيوتهم وعدم الخروج والتقيد بحالة الحجر الصحي. 

أثارت القائدة، التي أعادت إلى هذا المنصب توهجه بعد أن طاله التهميش والنسيان لسنوات، إعجاب المغاربة صغارًا وكبارًا، بفضل أسلوبها في فرض القانون وإلزام المواطنين به، والذي يجمع بين صرامة امرأة السلطة وحنان الأم المغربية، مستعملة لهجة بين الوعيد والتحذير النابع من الخوف على حياة الناس. 

تعرف القائدة حورية الشاذة والفاذة في دائرة نفوذها، بغريب الدرعي، بمدينة آسفي، كما تعرف الصغير والكبير فيها. تخاطب الكل بأسمائهم وتعرف كيف تتواصل معهم، مستعملة عبارات بسيطة تمتح من لغة الشارع والبيت لتوصل الرسالة بأسرع الطرق، بعيدًا عن التعالي والتسلط ولغة “العصا” التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من العنف والكراهية. 

ولدت القائدة حورية بلصيق بمدينة الدار البيضاء. وهي ابنة حي بورنازيل الشهير بالعاصمة الاقتصادية، القريب من الحي المحمدي الأسطوري. درست بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء وفيها حصلت على شهادة الدكتوراه في القانون الدستوري  والعلوم السياسية. بدأت مسارها المهني في مسقط رأسها، وتدرجت في المناصب بفضل كفاءتها إلى أن عينت قائدة بمنطقة بلفدير، قبل أن تنتقل بعدها إلى مدينة آسفي، وتصبح حديث الخاص والعام مباشرة بعد أزمة كورونا، وتدخل عباراتها “العالم كا يموت ونتا كا تكركر” و”دخل لدارك غبر”، التاريخ المغربي من أوسع أبوابه. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*