يعتبر ألبير سويسة، واحدا من ألمع وأهم الفنانين والموسيقيين اليهود المغاربة، الذين بصموا بإبداعاتهم تاريخ الأغنية المغربية منذ سنوات الستينات.
ورغم أن شهرته لم تصل إلى شهرة العديد من المغنين اليهود المعروفين مثل سامي المغربي أو ريموند البيضاوية، التي كان له الفضل في شهرتها بعد أن تعاون معها في عمل فني في بداياتها، أو حاييم بوطبول أو غيرهم من أيقونات الغناء والفن، إلا أن أغانيه التي ألفها أشهر من نار على علم، وغالبا ما تنسب إلى أصوات أخرى أعادت غناءها، من بينها أغنيته الشهيرة “يا العطار”.
إضافة إلى الأداء والعزف على العديد من الآلات الموسيقية وإتقانه اللون الشعبي، عرف ألبير سويسة بتجديد هذا اللون الغنائي ومنحه نفسا مختلفا عن الذي كان سائدًا قبله، كما عرف بتأليف الكلمات والموسيقى، إذ في جعبته أكثر من 500 قطعة غنائية، من بينها “يا لالة مولات السالف” و”الدار البيضا” و”ميني جوب” و”يا الغدارة” و”يالاه نمشيو نزورو”، وينسب له الباحثون في التراث أكثر من 90 في المائة من “ريبيرتوار” الأغاني الشعبية المغربية.
وإلى جانب عزفه المتميز على آلة العود، كان ألبير سويسة، الذي يقيم في تل أبيب، يتقن النقر على الدف، إلى درجة أنه كان يلقب ب”ملك البندير”.
غادر سويسة، الذي رأى النور بمدينة الدار البيضاء سنة 1951، المغرب نحو إسرائيل صغيرا. لكنه، ظل متشبعا بثقافته الموسيقية، وكان يؤلف جميع قطعه بالدارجة المغربية ويستقي مواضيعها من عمق التراث.
إلى جانب ثقافته الموسيقية، تلقى سويسة تعليما دينيا، أثناء مقامه في القدس، بإحدى المدارس الدينية “يشيفا”، كما درس المسرح وفن “الميم” في باريس.
قم بكتابة اول تعليق