محمد عزبان… “ديور” المغربي

يلقب المهنيون وأبناء الحرفة رجل الأعمال الحاج محمد امبارك عزبان، ب”ديور” المغربي، بعد أن استطاع، بفضل ذكاءه ومثابرته، هو الرجل العصامي الذي بدأ من الصفر، في ظرف سنوات، أن يؤسس إمبراطورية معروفة لصناعة العطور ومواد التجميل، نافست في مغرب السبعينات، “ماركات” عالمية كانت وحدها مسيطرة على السوق. 

بدأ محمد عزبان مساره المهني في مراكش، داخل محل تقليدي بسيط لصنع العطور والصابون، قادما من منطقة ولاد برحيل في مدينة تارودانت، التي غادرها وهو طفل صغير، بعد أن رأى فيها النور سنة 1943 لعائلة متواضعة. تعلم أصول الحرفة في ذلك الحانوت البسيط، الذي بدأ العمل فيه وعمره لا يتجاوز 17 سنة، قبل أن يقرر خوض مغامرته الخاصة بعد تجربة دامت عشر سنوات. فأسس سنة 1965 علامة “ماري فرانس” التي كان يستورد منتجاتها من فرنسا وبعض الدول الأخرى، قبل أن يحول اسمها إلى “أزبان” سنة 1976، وتصبح، في ظرف سنوات، علامة فارقة في سوق مواد التجميل والعطور في المغرب، يعرفها كل المغاربة ويقبلون على منتوجاتها ويؤسسون لأسطورتها. 

تحولت العلامة، التي تملك مختبراتها الخاصة بمدينة الدار البيضاء، ولها وجود في مختلف أنحاء العالم، وتملك مكتبا لها في باريس في جادة “الشانزيليزي” الشهيرة، إلى جانب كبريات “الماركات” العالمية، إلى مقاولة عائلية، يقود زمام أمورها ابنة رجل الأعمال الشهير، خالدة عزبان، إلى جانب إخوتها الذين درسوا في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ومنحوا نفسا عصريا ومتجددا في طريقة تسيير الشركة، التي ظلت مرتبطة باسم مؤسسها محمد عزبان، والذي وافته المنية أمس الثلاثاء في فرنسا متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، عن عمر يناهز 77 سنة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*