استعدادات رمضان في المغرب… أجواء تنقصها “الحياة”

يستعد المغاربة لاستقبال شهر رمضان الكريم غدا السبت، الذي يحل هذه السنة، في عز أزمة كورونا، التي فرضت على المواطنين حجرا صحيا عليهم في منازلهم، كحل وحيد من أجل احتواء الوباء والسيطرة عليه. 

أجواء الاستعدادات لشهر الصيام في الدار البيضاء، وغيرها من المدن، مختلفة تماما عما كان عليه الحال في السنوات الماضية. فالأسواق الشعبية تضطر إلى الإغلاق في وقت مبكر، لا يتجاوز الواحدة نهارًا، في حين تفرض المتاجر الكبرى سياسة جديدة من خلال إدخال أقل عدد من الزبائن، وبالدور، احترامًا لمسافة الأمان، وحتى لا يتم تسجيل أي تجمع كبير أو اكتظاظ من نوعه. 

ورغم أن السلع متوفرة للجميع، إلا أن أجواء استقبال الشهر الكريم تظل ناقصة وغير مكتملة وتحتاج إلى “الحياة” التي توقفت تقريبا منذ فرض حالة الطوارئ الصحية في البلاد.

وفي الوقت الذي كان الإقبال كبيرا، في مثل هذا الشهر، على المخابز ومحلات بيع الحلويات، من أجل شراء “سلو” و”الشباكية” و”البريوات”، يلاحظ اليوم أن العديد منها مقفل، والبعض الآخر لا يعرف الرواج المعتاد، بعد أن فضلت معظم ربات البيوت المغربيات، صنع الحلويات الخاصة برمضان في بيوتهن، خاصة أنهن يملكن وقت فراغ كبير، بحكم أن حتى العاملات منهن، يشتغلن من منازلهن، مما يوفر لهن الكثير من الوقت، أو أخذن عطلهن، ووجدن الفرصة سانحة بالنسبة لهن ليبينوا عن “حنة يديهم”، بدل اللجوء إلى طلبيات جاهزة قد تكون غير آمنة في زمن الكورونا. 

محلات خياطة وبيع الملابس التقليدية، تعرف بدورها كسادًا بسبب الوباء. فمن يحتاج إلى “جلابية” أو “جابادور” جديد، وهو محاصر في منزله، لا يمكنه تبادل الزيارة مع العائلة أو الأصدقاء، كما لا يمكنه الخروج لتناول الفطور؟ ومثلها المقاهي التي كانت تحقق أرباحا قياسية في شهر رمضان، بفضل الإقبال الكبير عليها لساعات متأخرة من الليل، من أجل تزجية الوقت في انتظار موعد “السحور”، والتي اضطرت إلى إقفال أبوابها تفاديًا للتجمعات. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*