حرص اليهود في إسرائيل، على الاحتفال بذكرى وفاة ربي شمعون باروخاي، أحد أهم رموز الصوفية اليهودية و”الكابالا”، والمعروف بعيد الحكماء أو “lag baomer “، وسط إجراءات وقائية صارمة، رغم انتهاء الحجر الصحي في إسرائيل بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم.
وتمكن اليهود من الحج، على شكل جماعات لا تتعدى خمسين فردا، إلى قبر ربي شمعون، بجبل الجرمق، أو جبل ميرون، أعلى جبل في إسرائيل، الواقع شمال غرب مدينة الجليل، في الوقت الذي كان هذا العيد يستقطب أكثر من مليون حاج إسرائيلي كل سنة، قبل كورونا.
ولم يتمكن اليهود في إسرائيل من الحج جماعات إلى الجبل، لإحياء هذا العيد الهام في ثقافتهم، بعد أن تم إغلاق الطرق إلى المنطقة ومنع إشعال النيران، مثلما جرت العادة أثناء الاحتفالات به كل سنة.
وتعود اليهود، سواء السفارديم أو الأشكيناز، أثناء الاحتفال بهذا العيد، في شهر ماي من كل سنة، على القيام برحلة إلى الجبل حيث دفن ربي شمعون، حيث يوقدون النيران والشموع، ويتلون الترانيم والصلوات، كما يقرؤون مقاطع من كتاب “الزوهار”، الذي ينسب إلى ربي شمعون باروخاي، وهو أهم كتب التراث الكابالي بالنسبة إلى المتصوفة اليهود.
وعرفت الاحتفالات بهذا العيد، ذروتها في إسرائيل، بعد هجرة يهود شمال إفريقيا، إلى الدولة العبرية، إذ دأب يهود المغرب وتونس والجزائر، على الاحتفال بهذا العيد في مواطنهم الأصلية، رغم بعدهم من الجليل وجبل الجرمق، وكذلك كان يفعل جميع اليهود في الشتات.
وتعود أسطورة ربي شمعون، إلى زمن الاحتلال الروماني لأرض إسرائيل، إذ عرف بانتقاداته الشديدة لنظام حكم الرومان، مما جعل حياته في خطر، فهرب رفقة ابنه ربي أليعازر، واختبآ بغار قرب جبل الجرمق، حيث مكثا حوالي 13 سنة، قضياها في الصلاة والتعبد وقراءة التوراة.
وهناك، كتب كتابه “الزوهار”، باللغة الآرامية، والذي يعني بالعربية الإشراق أو الضياء.
وعرف ربي شمعون بقدرته على صنع المعجزات. ويعتبر قبره اليوم ثاني المواقع الأكثر زيارة في إسرائيل بعد حائط المبكى.
قم بكتابة اول تعليق