ماغي كاكون… المدافعة عن التاريخ… المتشبثة بالجذور

اسمها الحقيقي ماري إيفون غاباي، لكنها اتخذت لقب كاكون بعد زواجها من المهندس المعماري الشهير إيمي كاكون، الذي أنجبت منه أربعة أبناء. أما المراكشيون، الذين تربت وترعرعت بينهم، فيطلقون عليها اسم مريم بنت دينا، على اسم والدتها، التي تعود أصولها إلى مدينة الصويرة. 

ولدت ماغي سنة 1953 لعائلة يهودية مغربية أمازيغية قحة، من أثرياء المدينة الحمراء. فوالدها، دافيد غاباي، الذي ينحدر من منطقة أكدز، كان يملك مصنعا جعله واحدا من أغنى أغنياء مراكش، قبل أن ينتقل للعيش مع أسرته في باريس سنة 1971. 

تلقت ماغي تعليمها في مدارس البعثة الفرنسية بمراكش إلى حين حصولها على شهادة الباكالوريا، لتنتقل إلى سويسرا حيث تابعت دراستها العليا، قبل أن تعود إلى المغرب بعد زواجها، وتستقر بعاصمته الاقتصادية، وتتخصص في دراسة القانون بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. 

أحبت ماغي السياسة منذ شبابها. وانخرطت في العمل الجمعوي وكانت عضوة ناشطة وفاعلة في المجتمع المدني منذ 1976، لكنها لم تقتحم مجال السياسة بسبب زوجها، الذي كان رافضا لانخراطها في العمل السياسي، خوفا عليها من بطش السلطات في عهد ما أصبح يعرف اليوم بسنوات الرصاص. 

كانت أول يهودية امرأة تترشح للانتخابات التشريعية في المغرب. كان ذلك سنة 2007. إذ كانت على رأس القائمة النسائية لحزب الوسط الاجتماعي الذي لم يتمكن من تخطي العتبة الانتخابية فتبخر حلم ماغي كاكون في دخول البرلمان للدفاع عن حقوق الناخبين الذين صوتوا عليها بعشرات الآلاف، يهودًا ومسلمين. 

عرف عن ماغي، التي تعيش بين الدار البيضاء وباريس وميامي، حيث يقيم أبناؤها، تشبثها الكبير بمغربيتها، وبأمازيغيتها. ولا تنفك تردد في حواراتها وتصريحاتها الصحافية، أن اليهود في المغرب موجودون منذ آلاف السنين، قبل أن يأتي  العرب. وهي لا تزال إلى اليوم تحتفظ بجنسيتها المغربية فقط، رغم أنها تزور إسرائيل مرارا حيث تقيم والدتها وشقيقتها الصغرى.

ماغي كاكون من أشد المدافعات عن حقوق المرأة. تولي قضية التعليم اهتمامًا خاصًا، إضافة إلى قضايا الشباب والمصابين بأمراض مزمنة، كما أنها من أشرس المطالبين بإعادة كتابة التاريخ المغربي وتضمينه المكون العبري الذي يعتبر واحدًا من أهم مكوناته الثقافية والهوياتية. 

ماغي كاكون كاتبة أيضا. صدر لها “المطبخ اليهودي في المغرب: من الأم إلى ابنتها” و”عادات وتقاليد يهود المغرب” و”الشرق المغربي: قرون من فن الطبخ اليهودي”، إضافة إلى “يوميات حملة” الذي تحدثت فيه عن تفاصيل حملتها الانتخابية أثناء ترشحها للانتخابات بالمغرب. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*