سبات الشمس يثير جدلا علميا

أثارت ظاهرة سبات الشمس، التي أعلن علماء فلك عن حدوثها خلال سنة 2020، ونقلت خبرها مجلة “ذو صان” الشهيرة، جدلًا علميا كبيرا، بين مؤكد خطورتها على الحياة في الأرض وبين مشدد على أن كل ما يقال عبارة عن تهويل أحاط بالظاهرة وجعلها حديث منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، حيث وصل الأمر بالبعض، يهودًا ومسلمين ومسيح، إلى اعتبارها واحدة من علامات الساعة وإعلانا عن اقتراب يوم القيامة. 

وأعلن العديد من علماء الفلك، أخيرا، دخول الشمس فترة سبات اعتبروها “كارثية”، لأنها ستتسبب في تجمد الطقس وحدوث البراكين والزلازل القوية، بسبب دخولها مرحلة متدنية من الطاقة الشمسية.

وشبه بعض علماء “ناسا” الأمريكية، ما يحدث، بظاهرة “دالتون مينيمام”، التي وقعت في القرن 17، بين 1790 و1830، حين انخفضت درجات حرارة الأرض بحوالي 2 درجة مائوية على مدى عشرين عاما، بسبب ما سمي بسبات الشمس العميق، وهو ما أدى إلى فترات طويلة من البرد القارس واحتجاب فصل الصيف وتساقط الثلوج في عز شهر يوليوز، كما تسبب في فقدان المحاصيل الزراعية وتراجع إنتاج الغذاء في العالم، وتسبب في مجاعات ووفاة الملايين من البشر. 

وتجند خبراء وعلماء عبر مختلف أنحاء العالم للتشكيك في صحة ما نقلته “ذو صن” عن إحدى العالمات بمحطة “ناسا”، مؤكدين أن ما أثير حول التخوفات من دخول الشمس في مرحلة السبات، وحدوث كوارث طبيعية جراء ذلك، لا أساس له من الصحة، مضيفين أنه لا توجد مؤشرات نهائيا عن دخول كوكب الأرض في عصر جليدي، بل يتعلق الأمر فقط بتسجيل خفوت في أشعة الشمس، وهي ظاهرة طبيعية تحدث على فترات متباعدة دون أن يتمكن العلماء من فهم الأسباب التي تؤدي لحدوثها، لكنها لا تؤدي إلى كوارث طبيعية، بل تؤثر فقط في جودة الاتصالات وتعطيل رحلات الفضاء وخدمة نظام الملاحة العالمي “جي بي إس”، الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية. 

وفي الوقت الذي حذر علماء من أن الأرض قد تواجه طقسا شديد البرودة وعواصف ثلجية قوية خلال ثلاثين عاما المقبلة، تحدث آخرون عن دورة نشاط شمسي طبيعي تحدث كل 11 سنة، وتبلغ نهايتها بين عامي 2018 و2020 . 

ورغم أن مجلة “ذو صان” ووكالة “ناسا”، تحدثت بعد انتشار الخبر، عن خطأ في نقل المعلومات العلمية بشكل دقيق، إلا أن العديد من المواقع التي نقلت الخبر عنها لم تحين معلوماتها، وظل الحديث عن خطر سبات الشمس العميق حديث مواقع التواصل الاجتماعي لأيام، إلى جانب حديث كورونا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*