سيون أسيدون… آخر الثوريين الماركسيين

يصف العديد ممن عرف سيون أسيدون، بأنه آخر الثوريين الماركسيين. فالرجل، رغم مرور سنوات طويلة على سقوط آخر قلاع الاشتراكية وتراجع الفكر الماركسي، ما يزال متشبثًا بالمبادئ والقيم القديمة التي لم يعد الدفاع عنها على الموضة اليوم. كما لا يزال الرجل، من أشد المناهضين للعقيدة الصهيونية ومن أشرس المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني ولاجئيه، الواقفين بحزم وشدة، أمام جميع حملات التطبيع الثقافي والاقتصادي مع إسرائيل. 

ولد سيون أسيدون سنة 1948، الذي يصادف تاريخ قيام دولة إسرائيل. ينتمي لعائلة يهودية مغربية أمازيغية. رأى النور في مدينة آسفي قبل أن ينتقل مع عائلته إلى أكادير، ثم إلى الدار البيضاء، بعد الزلزال الذي ضرب المدينة، وكان سيون يبلغ من العمر 12 سنة فقط. 

هاجر رفقة عائلته إلى فرنسا وتابع دراسته في مجال الرياضيات بالعاصمة باريس، حيث تشبع بالفكر اليساري، قبل أن يقرر العودة إلى بلده المغرب سنة 1967 بعد إتمام دراسته. 

يعتبر سيون، ومعناها بالعربية صهيون، واحدًا من المؤسسين الأوائل لتجربة اليسار في المغرب. وقد تسببت له مواقفه السياسية من نظام الحكم آنذاك في اعتقاله لمدة قاربت 12 سنة قضاها في السجون المغربية. ورغم خروجه واستنشاقه هواء الحرية، ظل مدافعا عن ميادئه متشبثا بمعاداته للصهيونية، وهو ما جعله محط احترام وتقدير من طرف الحركة الحقوقية المغربية بمختلف أطيافها وتوجهاتها. 

أسس سنة 1986 شركة معلوميات، وهو متزوج من سيدة فلسطينية أمريكية لديه منها ابن يدعى ميلال. وهو منسق وقيادي في حركة مقاطعة إسرائيل العالمية، وعضو مؤسس ل”ترانسبارانسي المغرب” في 2005. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*