كورونا ينتقل عبر حليب الأم

أثارت نتائج دراسة صادرة حديثا حول انتقال فيروس كورونا عبر الرضاعة، جدلًا علميًا عالميًا، بعد أن أكدت من خلال فحص متكرر لحليب أم مصابة، أن الفيروس يمكنه أن ينتقل عبر السائل. 

وحسب الدراسة، التي نشرتها مجلة “ذو لانسيت”، ونقلها الموقع الإلكتروني لمجلة “نيوزويك” وهي أول دراسة تدل على وجود الفيروس في حليب الثدي، فقد تم أخذ عينات من حليب الثدي من امرأتين مرضعتين مصابتين بالفيروس، في أحد المستشفيات بألمانيا، وتم تحليله باستخدام تقنية حساسة ودقيقة للغاية تكتشف وتقيس مستويات الحمض النووي الريبوزي للفيروس أو الجينات الوراثية، وجاءت الاختبارات التي تكررت لمدة أربعة أيام متتالية، إيجابية، ليتبين أن حليب الأم المصابة بكورونا يحتوي على الفيروس. 

وحسب الخبراء الذين أجروا الدراسة، يحتاج الأمر لمزيد من الدراسات والتحاليل التفصيلية وإخضاع المزيد من الأمهات المرضعات اللواتي يحملن الفيروس، للفحص، قبل الجزم تمامًا إن كان يمكن لكورونا أن ينتقل للرضيع عبر حليب الأم المصابة بالمرض، علما أن فيروسات أخرى يمكنها ذلك. 

وكانت الأمهات الخاضعات للفحص يرتدين قناعا منذ بدأت لديهن أعراض المرض، واتخذن جميع الاحتياطات اللازمة قبل الإرضاع، بما فيها تعقيم وتنظيف اليدين والثديين. 

ومنذ بدأ الوباء، وسؤال قدرة الفيروس على الانتقال من الأم إلى الرضيع يطرح نفسه، إلا أن العديد من العلماء والباحثين أكدوا على أنه لا يوجد دليل على إمكانية حدوث ذلك عن طريق الرضاعة، في الوقت الذي قال آخرون إن فرص وجود الفيروس في الحليب ضئيلة لكنها ليست مستبعدة. 

وأصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصيات بفصل الأمهات المصابات عن أطفالهن وضخ الحليب في زجاجات وتجنب الرضاعة المباشرة عبر الثدي، في الوقت الذي سمحت منظمة الصحة العالمية للأمهات المصابات بالبقاء في نفس الغرفة مع أطفالهن، وإرضاعهن بشكل طبيعي ومباشر بعد اتخاذ جميع الاحتياطات الوقائية، نظرا لأهمية الرضاعة الطبيعية لصحة الطفل.