آهرون مونسونيغو… رجل العلم والوطنية

ولد آهرون مونسونيغو بمدينة فاس في التاسع من فبراير 1929، لعائلة يهودية من خيرة العلماء ورجال الدين اليهود. والده هو حاخام فاس والحاخام الأكبر للطوائف اليهودية في المغرب يديديا مونسونيغو، الذي كان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من الأسرة الملكية. 

درس آهرون في مدرسة إم حابانيم ثم في مدرسة الحاخام مئير إسرائيل، وهما مدرستان دينيتان خاصتان باليهود كانتا معروفتين بالعاصمة العلمية، قبل أن يسافر إلى فرنسا، حيث التحق بين سنتي 1945 و1952، بمدرسة تشاتشامي زارفات في إيكس ليبان، وتتلمذ على يد الحاخامين إرنست فايل وحاييم إسحاق تشايكين، قبل أن يصبح معلما بالمدرسة الدينية اليهودية ويحصل على صفة “رابي” من مجلس الحاخامات الأرثوذكس في باريس سنة 1951. 

عاد ربي آهرون مونسونيغو إلى بلده المغرب سنة 1952، ليعين مديرا لمدرسة التلمود التوراة بمدينة الدار البيضاء، حيث أسس أيضا مدرسة “نيفيه شالوم” الدينية ثم المدرسة الثانوية للفتيات اليهوديات. 

عمل ربي آهرون، إلى جانب والده، على طبع ونشر العديد من كتب علماء الدين اليهود الكبار، الذين ينتمون للمغرب، حفظا لتعليماتهم ووصاياهم من الضياع. كما كرس حياته كاملة للتعليم وللأعمال الخيرية. 

كان آهرون مونسونيغو رجل علم ودين زاهدا في المناصب. إذ اقتنع بصعوبة، وتحت ضغط كبير من أبناء الطائفة اليهودية بالمغرب، بتقلد منصب والده بعد وفاته سنة 1994. إذ تم تعيينه محله، إلى جانب الحاخام شمعون سويسة، قبل أن يتقاعد الأخير سنة 1998، ويظل ربي مونسونيغو الابن وحيدا في المنصب. 

عرف الراحل بوطنيته وولائه للعرش العلوي. وقد وشحه جلالة الملك محمد السادس بوسام العرش سنة 2008، كما بعث جلالته ببرقية تعزية إلى عائلته وإلى جميع أبناء الطائفة اليهودية بالمغرب، بعد وفاته، معتبرا رحيله خسارة للمغرب. 

توفي ربي آهرون مونسونيغو في السابع من غشت سنة 2018. وظل في منصب الحاخام الأكبر إلى سنة 2010، تاريخ مغادرته المغرب نحو إسرائيل بعد فقدان زوجته وتدهور حالته الصحية، حيث عاش سنوات عمره الأخيرة محاطا بأبنائه في القدس، ودفن هناك. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*