رحلت ماري لويز بلعربي عن عالمنا، يوم الجمعة الماضي، يرافقها عشق الكتاب وشغفه الذي عاشت وفية له طيلة حياتها، هي التي حظيت باحترام وتقدير كبيرين من المثقفين والكتاب المغاربة، الذين لا ينكرون خدماتها الجليلة التي قدمتها للثقافة والكتاب في المغرب.
ولدت ماري لويز غيبال سنة 1928 بمدينة مونبوليي الفرنسية. وبدأت مسارها في عالم النشر من داري نشر باريسيتين عريقتين هما “جوليار” و”لافون”، قبل أن تقرر الاستقرار في المغرب، في الستينات، حيث كانت البداية بالعاصمة الرباط، قبل أن تنتقل إلى الدار البيضاء، ثم في أواخر حياتها بطنجة، التي اختارت أن تكون مدينة رحيلها.
تزوجت ماري لويز بعبد القادر بلعربي، الذي كان مديرا لشركة “صوماكا” لسنوات طويلة، وأنجبت منه ابنتها مونية بلعربي، الصحافية بإذاعة ميدي 1 والمغني والموسيقي الشهير مالك.
بعد سنوات من العمل في دار نشر “كارتيي لاتان” (الحي اللاتيني)، أسست رفقة صديقتها وزميلتها أمينة هاشمي علوي، سنة 1984 بالدار البيضاء، مكتبتها الأسطورية بحي المعاريف “كارفور دي ليفر”، التي أصبحت مقصدًا ومحجا لجميع عشاق الكتاب، من مختلف المدن المغربية، حيث كانوا يجدون فيها ضالتهم من المؤلفات والكتب غير المتوفرة حيثما اتفق.
أسست أيضا رفقة صديقها بشر بناني، الفاعل الجمعوي والثقافي، دار نشر “طارق” المعروفة، والتي كانت وراء نشر العديد من الكتب عن سنوات الجمر والرصاص في المغرب.
كانت أيضا مسيرة لجمعية “كو دو سولاي” وإحدى مؤسسات جمعية الترويج للنشر والكتاب والقراءة “أبيل” سنة 1999، وأطلقت المعرض المغاربي للكتاب الذي ينظم بباريس سنويًا، كما مرت من تجربة تلفزيونية هامة من 1986 إلى 1990، حين نشطت، على شاشة القناة الأولى المغربية، برنامجها “متعة القراءة”.
توفيت ماري لويز بلعربي، الحاصلة على وسام الجمهورية الفرنسية سنة 2001، عن سن ناهز 92 سنة بعد صراع طويل مع المرض، تاركة في جعبتها بعض الكتب والمؤلفات، بالفرنسية، من بينها “ستون سنة من شغف الكتاب” و”خط مكسور” …. والكثير من المحبين والمحترمين لمسارها المتميز في خدمة النشر والثقافة والكتاب.
قم بكتابة اول تعليق